الخارجية والعودة الإضطرارية!! السودانية , اخبار السودان
أطياف
صباح محمد الحسن
الخارجية والعودة الإضطرارية!!
بعد بداية الحرب بأيام قليلة انعكست الخلافات والإنقسامات داخل الحركة الإسلامية على موقف عدد من الوزراء والمسؤولين في المؤسسات السيادية والمهمة وتباينت وجهات نظرهم بين الرافض والداعم للحرب ليس تماهياً مع قوات الدعم السريع، ولكن لأن وجود تيارين بالحركة أحدهما يدير المعركة والآخر اختار له مكان قصياً آمناً، ولا يملك غير الدعاء، غابت عن المشهد شخصيات مهمة ونأت بنفسها بعيداً بسبب هذا التنافر والتناحر وضح ذلك في موقف وزارة الداخلية، والإدارة العامة للشرطة، ووزارة الدفاع، ووزراة الخارجية التي هجر وزيرها علي الصادق مكتبه مبكراً.
ورأت قيادة المعركة إن وجود علي الصادق وذهابه لا يضيرها بشئ فهو أشبه بغياب وزير العدل وغياب وزير الداخلية عنان، لأنها كانت تعتقد أنها ستحسم الأمر عسكرياً وهي ليست بحاجه لتمثيل دبلوماسي أو مهام خارجية سيما أنها معزولة عن العالم كله إلا القليل، وبعد معركة الحسم ستعود لترتيب المشهد ومحاسبة الفارين.
لكن فشلت الخطة الكيزانية لحسم المعركة عسكرياً وطال أمد الحرب ووجدت إدارة المعركة أنها تحتاج إلى طرق أبواب خارجية للمساعدة فمالك عقار الذي زار روسيا قد لا يصلح دائماً في أن يكون ممثلاً دبلوماسياً في الحكومة لصبغته العسكرية سيما أن الحقيبة الدبلوماسية أحياناً تحتوي على أوراق سرية غير مسموح لعقار أن يطلع عليها ولا تطمئن الحركة الإسلامية إلا عندما تكون بيد شخص ينتمي لـ(البيت الأسود).
لذلك قررت الحكومة المشلولة إعادة وزير الخارجية علي الصادق لمنصبه من جديد في مهمة خاصة ليشارك في فعاليات خارجية يمكن أن تفتح لها نافذة ضوء تمنحها الأمل.
وبدأ الصادق رحلة عمله الخارجية بمشاركته في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وعلى هامش الاجتماع التقى بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وبحث الطرفان آفاق التعاون المشترك والجهود المبذولة للحد من تأثير القتال الدائر.
وأيضاً ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التقى مع وزير الخارجية علي الصادق للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سبع سنوات.
هل عاد علي الصادق لانعاش العلاقات السودانية دبلوماسياً فجأة في هذا التوقيت تحديداً، أم أن السلطة الانقلابية حقاً في حاجه إلى إنقاذ موقف، ودعم خارجي من هذه الدول حتى تنتصر في معركتها ضد الدعم السريع وأن الحديث عن المسيرة (بيرقدار TB2) داخل الأجواء السودانية لم يكن صدفة.
وهنا يقفز السؤال الأهم هل فشلت الجهود المبذولة لإقناع روسيا بضرورة التدخل أم أن عقار فشل في مهمته؟! أو أن روسيا رفضت ما طلبته السلطة الانقلابية فإن منحت روسيا الحكومة ضوءاً أخضر للتعاون العسكري، فما هي حاجتها في أن تطرق باب إيران بعد أن (بنت عليه العنكبوت)!!
طيف أخير:
لا للحرب…
تزامناً مع هذه التحركات الخارجية للسلطة الانقلابية تصاعدت بالأمس حدة الخطاب السياسي الأمريكي وقالت أمريكا إنها لن تصمت عن ما يحدث في السودان، فهل نقف الآن على إطلالة اسبوع ربما يحدث فيه ما يقلب الطاولة؟!!
الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير