الحياد الزائف

وائل محجوب
• في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما.
• وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار “السابقين” “يردد أمن يا جن”..!
• ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب، واختبئوا في معطف القوى المدنية، وأضروا بها ضررا فادحا بخطاباتهم المتماهية مع مليشيا الدعم السريع، خرجوا في نيروبي للعلن وهجروا الحياد الزائف و”لا للحرب”، واختاروا الانحياز بلا مواربة، لطرفها الأشد دموية وانتهاكات وجرائم حرب وتقديم الاسناد السياسي له.
• من كرم الله على ثورة ديسمبر وشهدائها الكرام، ان قتلة ابنائها من كل المجموعات، دفعوا وما زالوا يدفعون الثمن كاملا على جرائمهم، وتساقطت أوراق التوت عن كل الثوار المزيفين وانصاف المناضلين، ولن تغادر الحرب قبل أن تكشف كل صف الغواصات والمندسين، وستنقى ديسمبر كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
المصدر: صحيفة الراكوبة