الحوثيون يطلقون سراح أكثر من مئة أسير ينتمون للقوات الحكومية
الحكومة اليمنية تتهم جماعة أنصار الله الحوثية بالتهرّب من تنفيذ التزاماتها
اتهمت الحكومة اليمنية جماعة أنصار الله الحوثية بالتهرب من تنفيذ التزاماتها في ملف الأسرى والمختطفين.
وأرجأت جماعة أنصار الله الحوثية إطلاق سراح نحو 100 أسير ينتمون للقوات الحكومية المعترف بها دوليا، إلى غد الأحد، بعد أن كانت الجماعة قد أعلنت في وقت سابق اليومَ السبت موعداً لإطلاق سراحهم.
وعبر منصة إكس (تويتر سابقا)، قال رئيس لجنة شؤون الأسرى في جماعة أنصار الله الحوثية عبد القادر المرتضى، إن الإرجاء يعود “لأسباب تقنية”.
وأمس الجمعة، قال المرتضى إن الجماعة ستطلق سراح نحو 100 أسير، في إطار ما قال إنها “مبادرة إنسانية أحادية الجانب”.
من جانبه، قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض يحيى كزمان إن الجماعة “تتجه نحو خلق مسرحيات مكشوفة ومفضوحة من خلال خطف المواطنين من منازلهم ومقرات أعمالهم ومن الجامعات والطرقات”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وأضاف كزمان عبر منصة إكس: “تستخدم الجماعة هؤلاء كوسيلة ضغط وابتزاز سياسي”.
ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأسرى من الطرفين، وقد أُبرمت في السابق، بجهود محلية وأممية، صفقات لتبادل الأسرى بين الفرقاء اليمنيين.
ومن ذلك أن الأمم المتحدة نجحت في إبرام صفقتَي تبادل: كانت الأولى في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020 وشهدت إطلاق سراح 1065 أسيرا ومختطفا من الجانبين؛ ثم كانت الصفقة الثانية في أبريل/ نيسان عام 2023، وشهدت إطلاق سراح 887 أسيرا ومختطفا.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
ويمثّل الحوثيون السلطة الفعلية شمالي اليمن، أما الحكومة المعترف بها دوليا فيمثلها مجلس القيادة الرئاسي والذي يملك صلاحيات الرئيس اليمني ونائبه.
ومنذ سنوات، يشهد اليمن حربا أهلية قتلت عشرات الآلاف وجوّعت الملايين. وبحسب الأمم المتحدة، تعد الأزمة الإنسانية في اليمن من بين الأسوأ على مستوى العالم، حيث يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد البالغ تعدادهم حوالي 33 مليون نسمة إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، ومعظم هؤلاء يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون شمال غربي البلاد.
وكان الصراع في اليمن قد اندلع في أواخر عام 2014، عندما سيطر الحوثيون، بدعم إيراني تنكره طهران، على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء، قبل أن تتدخل فيما بعد السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية.
ومؤخرا، انحسر الصراع بدرجة كبيرة بين الفرقاء اليمنيين، غير أن الحوثيين أخذوا في الظهور كلاعب مؤثر على ساحة الصراع المحتدم حاليا في غزة بين حركة حماس التي تسيطر على القطاع من جهة، وإسرائيل من الجهة الأخرى. ويستهدف الحوثيون حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، لا سيما في مضيق باب المندب.
من هم الحوثيون؟
انبثقت الحركة الحوثية من رحم الصراع المسلح مع الحكومة المركزية في اليمن، لكن جذورها العقائدية تعود إلى كونها جزءاً من المذهب الزيدي، أحد امتدادات الإسلام الشيعي.
ولفتت الحركة الأنظار إليها أكثر بعد تزايد نشاط الشبان المنخرطين في صفوفها حيث كانوا يقومون بترديد هتافات “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” خلال صلاة الجمعة في المساجد.
وارتبط الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثي، ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم “الحق” وفاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات عام 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 إلى 1997.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما تلاها من أحداث كغزو العراق، اتبع حسين الحوثي، نهجا فكريا جديدا جمع بين “إحياء العقيدة” و”معاداة الإمبريالية” متأثراً بالأفكار العامة للثورة الإسلامية في إيران.
وتحولت الحركة الحوثية إلى تنظيم مسلح في عام 2004 في غمرة المواجهات مع القوات الحكومية، وهو العام الذي قُتل فيه حسين الحوثي ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة.
واتخذت الحركة أسماء مختلفة حتى استقرت في النهاية على اسمها الحالي.
المصدر: صحيفة الراكوبة