الحوار واتخاذ القرار!! السودانية , اخبار السودان
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول:
خبز وسكن وأمان
هكذا قلصوا أحلام شعبه بعد أن دمروا كل شي ليس في وطنه، ولكن ما بداخله من أمنيات!!
وما تم ذكره الأمس أن الحكومة السودانية دفعت بوفد يقوده وزير بلا ثقل، ولا تتوفر فيه الشروط الأساسية التي ظلت الوساطة تنادي بها (التمثيل الأعلى).
فالوفد الذي سمته الحكومة لا يمثل القوات المسلحة، لكنه يمثل الحكومة غير الشرعية وغير المعترف بها، وكل ما يتمتع به وزير المعادن محمد بشير عبدالله أبو نمو إنه ينتمي لحركة مناوي الذي أرادت الحكومة أن يكون هو الممثل لها، لأنها أصبحت (لا وجه لها) في حيلة تجعلها في دائرة الضوء لطالما أنها بعثت هذه المرة بشخصية لا تنتمي إلى المؤتمر الوطني، وفي ذات الوقت هو يمثلها وتأتي مهمته في كشف أوراق الامتحان.
وما تم ذكره أنه لن يفوت على الوساطة التي تعلم، ماذا يعني أن تقدم الحكومة السودانية وزير المعادن ليتحدث في قضايا الحرب والسلام وما يدور في المعارك.
وقصدت الفلول أن ترسل الوزير حتى يكون قرار العودة والانسحاب في يدها.
وتأكيدا لما ذهبنا إليه بالأمس أن أمريكا أكدت فعليا أنها تدرك هذه اللعبة المكشوفة في ما يتعلق بالوفد التفاوضي.
وحاولت أن ترد على قرار الحكومة السودانية بالآتي:
حيث قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو أمس في حديثه للحرة: (إنه يجب من الأساس أن يشارك في المفاوضات شخص لديه قدرة اتخاذ القرارات، وأن يكون شخصا رفيع المستوى لنتمكن من الوصول لنتائج.
وهي رسالة واضحة في بريد القوات المسلحة تكشف أن الوساطة تعلم أن الوفد لا يمثل الجيش، وليس له قدرات على اتخاذ القرار، وليس رفيع المستوى
وقد تصر الحكومة على إرسال وفدها، ولكن سيجد الوفد نفسه في ورطة كبيرة إما أن تؤكد المؤسسة العسكرية أنها تفوضه تفويضا كاملا يتحمل من خلاله كافة الأعباء والمسؤوليات، حتى يأتي التوقيع بتمثيل أعلى، أو أن تقوم باستبداله، لكن أرادت أمريكا أن تقول إن هذا الوفد (بحالته الراهنة) لن تتمكن في التعامل معه؛ لأنه ليس وفدا جادا ومعتبرا ومؤثرا ولا صاحب كلمة وقرار في الجيش.
وذات الوفد (الكسيح) ربما يتسبب في تحول قرار أمريكا من قرار سياسي ناعم إلى قرار عنيف إذا أصرت عليه الحكومة، ودخلت به إلى غرفة التفاوض.
وبيرييلو لم ينه حديثه للحرة قبل أن يؤكد أن مفاوضات جنيف لا تمنح الشرعية لأي من طرفي النزاع مشيرا إلى أن دعوة الرئيس البرهان وحميدتي تأتي فقط للتفاوض عن وقف إطلاق النار، وهذا يؤكد أن ملف العملية السياسية تركته الوساطة على طاولة جدة، حتى تحقق مطلب وقف إطلاق النار على طريقتها الخاصة التي تناسب قادة طرفي الحرب
ولأن جنيف تتعلق فقط بما يخص قادة الميدان والعمل على حصارهم والضغط عليهم.
يزدهر النشاط السياسي الموازي للٱتحاد الأفريقي الآن الذي بدأ في تحركاته بالتواصل مع القوى السياسية الفاعلة والاستماع والنظر في ما تقدمه تقدم من رؤية لعملية الحل السياسي.
أي أن الاتحاد سينشط مع إثيوبيا والايغاد لبحث قضايا ما بعد وقف إطلاق النار ليلقي نظرة في ملامح العملية السياسية القادمة لوضع خارطة سياسية
في الوقت الذي انضمت فيه مصر والإمارات إلى طاولة الحلول التي تتعلق بالمسار العسكري لوقف إطلاق النار، جهود محورية تكاملية تلتقي في الهدف الواحد الذي أصبح تحقيقه أدنى من قاب قوسين، فمهما تآمرت الفلول على مسرح الحل فطريقة الإخراج هذه المرة مختلف لطالما أن النص صُمم خصيصا بناء على طلب الجمهور.
طيف أخير
ما حدث في الفاشر بالأمس من انتهاكات لحقوق الإنسان تكشف أن الدعم السريع مثلما هو سباق في الاستجابة للحوار، سباق في ميادين جرائم الحرب وهذا ما يجعله يستحق الإبعاد عن العمل السياسي إلى الأبد.
المصدر: صحيفة التغيير