الحقيقة تقال ولا تخفى حتى لو كانت ضد أمنياتك وتوقعاتك
الحقيقة تقال ولا تخفى حتى لو كانت ضد أمنياتك وتوقعاتك
د. وجدي كامل
الاستثمار في ضعف الرأي العام بالثقافة والمعلومات البصرية المتصلة بصناعة الصورة (متحركة كانت أم ثابتة) هو ما يدفع المسيلميون لتكذيب الحقائق.
بإمكانك أن تلعب وتفبرك المادة الصوتية مع الصورة (الليبسينغ)، ولكن ما ليس بإمكانك فعله هو استخدام الفوتوشوب لإعادة تركيب الأشخاص داخل الكادر الذي هو لقطة مكونة من 30 صورة (تقريباً) بلقطات الفيديو في الثانية.
(في اللقطة السينمائية 24 كادراً، أي صورة في الثانية).
الحقيقة هي هنالك 23 ثانية من زيرو إلى الدقيقة 23 عبارة عن مقدمة إخراجية تم تلبيسها لإعطاء الوهم بوحدة المكان لما كان، وما سيلي من لقطات، وهى لا تقدح في مصداقية المحتوى بقدر ما تدعم فرضية حدوثه وسط جمهرة من الجنود والقوات المؤيدة.
أما ما يهم الرأي العام والناس ممن وقعوا في خديعة موت الرجل، وكونه قد أصبح (هالكاً) بلغة أعدائه، هي أنه وبحكم المحتوى الصوتي فقط، (دعك من الصورة أو الفيديو) حي يرزق، وأكثر من ذلك أنه يتهكم من الرمز العسكري المجهز حديثاً للحكم وخلافة البرهان بـ(قلة دينه) أي بمعلومات عن كأسه وكؤوسه ويؤكد فرضيته الكبرى باتهام قيادة الإسلاميين كرعاة للحرب.
أما ما يؤلم مراراً وتكراراً فهي تعليقات نزعة التشتيت للمحتوى المركزي من الصور والفيديوهات في الكثير جداً من المشاركات بوسائل التواصل والتصحيح باللون الأحمر وعمل الدوائر بغية إثبات عبقرية الملاحظة مثل انظر إلى ملامح الجنود المحيطين بحميدتي ودقق في كونها لجنسيات من غرب أفريقيا وكيف أنهم مرتزقة وووو نسيان أن الحقيقة الماثلة دون شك أمام أعينهم مثول حميدتي نفسه وبلحمه وشحمه (الجديد) وهو يتحدث بعظمة لسانه وبتحسن واضح في صحته وزيادة وزنه.
وللتفسير أكثر أؤكد بأن التصوير قد تم في مكان ريفي وبعيد عن مناطق الشدة والاقتتال بدليل وجود شجرة نخيل تظهر بشكل ثابت في عمق الكادرات، وأن الجنود المحيطين هم الحراسة الشخصية للرجل.
أقول ذلك من منطلق مهني خالٍ من الموقف السياسي لصالح طرف، وبالوقوف ضمن، وبجانب الشعب الضحية من كل ذلك العبث بإيقاف الحرب، والمناداة بخروج الطرفين من معادلة الحكم بوداع مرحلة تاريخية من سلطة الخطأ في إدارة شؤون السودان بالتمكين للمدنية والديمقراطية والحكم الراشد العادل الملبي لتطلعات تنمية البشر والموارد.
المصدر: صحيفة التغيير