قال وزير المالية السوداني في حكومة بورتسودان جبريل إبراهيم في كلمته خلال لقائه بالجالية السودانية في العاصمة الروسية موسكو إن الحرب مكلفة جداً و تسببت في انهيار الاقتصاد السوداني، موضحاً أن الحكومة كانت تعتمد بشكل كبير على إيرادات العاصمة الخرطوم التي تشكل «80%» من الإيرادات العامة ولكنها فقدت فجأة بعد اندلاع الحرب.
التغيير كمبالا
وقال جبريل إن الحكومة حاولت ترتيب أوضاعها المالية في مدينة ود مدني قبل أن تخسرها أيضا وتتجه إلى بورتسودان، مشيرا إلى أنه عند بدء العمل كانت الإيرادات لا تتجاوز «55» مليون جنيه لكنها ارتفعت حالياً إلى «900» مليار جنيه وتابع “إلا أن هذا المبلغ لا يساوي شيئا مقارنة بمتطلبات الحرب والنازحين واحتياجات الاستجابة الإنسانية”، ونوه إلى البلاد في أمس الحاجة إلى الكثير من المال.
وأكد وزير المالية أنه لم تقدم أي جهة دعما مالياً مباشراً للسودان ، وقال “ربما جاءت مساعدات عسكرية لا تمر عبر وزارة المالية لكن لم تأتنا أي جهة بشيك حتى بعشرة ملايين جنيه”، و أكد أن الحكومة ماضية في عملها رغم الصعوبات.
وأوضح إبراهيم أن الاقتصاد لم ينهار كما يتصور البعض رغم تآكل سعر العملة الوطنية بسبب الطلب الكبير على العملات الأجنبية الناتج عن تمويل الحرب، لافتا إلى أن الحكومة تضطر احيانا إلى الاقتراض من البنك المركزي لسد العجز ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف توقعنا أن يصل الدولار إلى عشرة آلاف جنيه بنهاية السنة الأولى من الحرب لكننا ما زلنا مستورين رغم أن الوضع لا يرضينا، فهذه طبيعة الحروب.
وتابع الوزير : إن الحكومة تعمل حالياً على تنظيم تجارة الذهب باعتباره موردا أساسيا للعملات الصعبة، موضحاً أنه إذا تم ضبط التهريب وتصدير الذهب عبر القنوات الرسمية يمكن تغطية جزء كبير من احتياجات البلاد من النقد الأجنبي.
كما أشار إلى أن إنتاج السودان من البترول يبلغ حاليا «25» ألف مليون برميل، و أوضح أن زيارته إلى روسيا تهدف إلى زيادة إنتاج النفط والتعاون في مشروعات الكهرباء.
ونوه جبريل إلى أن السودان كان قبل الحرب يدعم الكهرباء بمليار وستمائة وخمسين مليار دولار سنوياً ويسعى الآن إلى التحول إلى الطاقة المائية لتقليل التكلفة على الدولة والمستهلكين، مشددا على أهمية الاستثمار في البنية التحتية للمياه والكهرباء والغاز والموانئ والطرق والمطارات والسكك الحديدية استعدادا لمرحلة الإعمار المقبلة.
وختم وزير المالية حديثه بالقول إن الوضع الاقتصادي أفضل مما كان متوقعا وأن الإنتاج الزراعي تحسن مقارنة بسنوات الحرب مضيفا أن المواطنين يبذلون جهدهم للعودة إلى العاصمة رغم أن مسألة بورتسودان مزعجة لكثير من الناس على حد قوله.
المصدر: صحيفة التغيير