الحرب في زمن الكوليرا
عثمان يس ود السيمت
وزير الصحة يعلن تفشي الكوليرا ، أين بالضبط يا معاليك في منطقة سيطرتكم وللا مناطق سيطرة الدعم السريع. اشتريتوا عناقريب الحبال زي ما كان بعمل الحكيمباشي زمان ، حضرتوا المحاليل الوريدية وللا بلاش فلا يوجد مواطن فيك يا سودان فيهو وريد يمكن نغز فيهو الابرة . جبتوا فراشات عشان بدل الابر . أنا بقصد فراشات للمحاليل ما فراش القاش ، فراش القاش ده أكيد طفش عشان بعد شوية الناس حتعملو مشاكيك زي الجراد . وبالمناسبة دي . متى ستمتلكون الشجاعة وتعلنون أن 26 مليون سوداني على حافة المجاعة وإن كانوا حسب التعريف العالمي لمنظمة الصحة العالمية (بجنيف) هم فعلا في حالة الجوع (المرحلة الخامسة وهي مرحلة الطوارئ) . ومنهم أكثر من 5 مليون في مجاعة حقيقية ولا يتوفر لهم القدر الأدنى الذي يبقي الإنسان على قيد الحياة. ووفيات المجاعة أكثر من وفيات الكوليرا. الكوليرا مرض وإن كان تفشيه تقصير من الحكومة لكن الجوع عيب عليكم وحدوثه جريمة على عاتق طرفي الحرب. الدعم السريع يقول أنه يفتح مناطق سيطرته لدخول الاغاثة والنية زاملة سيدها . والحكومة ما زالت تتمحك بتنفيذ قرارات جدة. وتطلب رسوم على الإغاثة (نظام لازم حقنا محفوظ). الجوع ضرب كل منطقة فيها سودانيين أو نازحين حتى السودانيبن النازحين في مصر يعانون الجوع ، أنا لا أقصدكم أنتم في الرحاب ومدينتي والساحل الشمالي ولا حتى تركيا وماليزيا وأوروبا. نحن لا نتحدث عن موائدكم الغنية بالمشاوي التركية ولا نطالب بها لهم. نحن نطالب فقط ب 100 جرام بروتين نباتي على حيواني لا يهم وسعرات حرارية تقيم صلب المواطن السوداني . يا جماعة وقفوا الحرب لا للحرب المواطن السوداني صلبو وقع وسروالو نصل والمواطنة ذاتها قربت تسوي ليها تكة.
في 2004م عقب مجاعة الصومال وضعت منظمة الصحة العالمية (بجنيف) قواعد (التقييم المرحلي للأمن الغذائي) وهو نظام يعمل عن طريق مد المنظمة بالمعلومات من الأرض حتى لو تعذر الوصول بسبب الحرب وذلك عن طريق الهاتف كما في الحالة السودانية .
ويتكون من 5 مراحل. كما يلي :
المرحلة الأولى: هي الحد الأدنى من الضغوط المرتبطة بالأمن الغذائي أو عدم الإبلاغ عن أي ضغوط.
المرحلة الثانية: بعض الأشخاص يواجهون ضغوطا في العثور على الطعام.
المرحلة الثالثة: هي أزمة الغذاء.
المرحلة الرابعة: حالة الطوارئ.
والمرحلة الخامسة: وضع كارثي أو مجاعة.
في أي مرحلة تعتقد يقع وضعنا ووضعك خاصة في المنطقة التي أنت فيها أيه القارئ/ة. لا تحدثونا عن التكافل والتكايا وهذا يعتبر استجابة محلية ممتازة لكنها تقع دون المرحلة الرابعة طالما أن المواطن لا يجد كفايته من الغذاء ولا يضمن استمراريتها ولا نوعيتها.
هل يعقل أن تجمع التبرعات بالخارج لإغاثة السودانيين ثم يتعذر توصيلها لهم فتحول لجنوب السودان. انتم لا ترحمون ولا تتركون رحمة ربنا تجد طريقها للناس.
المواطن تكالبت عليه المصائب وأكبر مصيبة هي حربكم اللعينة والفياضانات والسيول والكوليرا حتى شوية العدس بياكلها من هنا بتنزل من هنا. لكن اكبر مصيبة حلت بالمواطن هو انتم حكومة ودعم سريع وكيزان وجيش وحركات. أنتم كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات التي تفتك بجسد المواطن المنهك أصلا. كان هناك أمل في ثورة الجياع لكن الجوع قد أنهك الناس وأقعدهم بل وذهب بعقولهم فالجوع كافر ولا يمكن أن يطلب من مواطن هذا حاله أن يثور. أمس كتب أحد سفهاء الكيزان مستهزئا ويقول أين مليونياتكم لماذا لا تخرجون في الخرطوم أو حتى بورتسودان وغيرها من المدن ولن نمنعكم. لكن عندما تخرج الخرطوم في المرة القادمة ستخرجون انتم من حياتنا للأبد. المجاعة ضربتنا ، وللأسف لم يعد هناك من يغني لنا We are the world. كيف يغنون لنا ونحن نرفض مساعدة أنفسنا ونرفض الذهاب لجنيف. والنكتة المشهورة (قال ليها يا مرة والله الكافرة إنتي دي).
جنيف بمن حضر
والما حضر مغلوب 2 صفر
تلك قواعد اللعبة
اوقفوا الحرب من أجل الجوع والسيول والأوبئة لا بارك الله فيكم.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة