ارتفع عدد الأطفال غير المحصنين إلى 1.8 مليون طفل في عام 2024، مقارنة بـ800 ألف قبل جائحة كوفيد19 في 2019، مما يرفع خطر تفشي الأمراض العابرة للحدود خاصة مع تصاعد النزوح الناتج عن النزاعات.
بورتسودان: التغيير
كشفت منظمة الصحة العالمية واليونيسف أن الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023 تسببت في تراجع معدلات التطعيم في البلاد إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 40 عامًا، مما عرّض مئات الآلاف من الأطفال لمخاطر قاتلة يمكن الوقاية منها.
وبحسب التقرير المشترك الصادر مؤخراً فإن أكثر من 880 ألف رضيع في السودان لم يتلقوا جرعتهم الأولى من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTP1) خلال عام 2024، أي ما يزيد عن نصف العدد المتوقع، مما يجعل السودان يسجل أدنى نسبة تغطية بهذا اللقاح في العالم.
وكانت نسبة التغطية بلقاح DTP1 قد بلغت 94% في عام 2022، لكنها تدهورت إلى 48% فقط في 2024، وهو أدنى معدل منذ عام 1987. هذا التراجع الحاد أدّى إلى تفشي أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والحصبة، وأدى إلى وفاة العديد من الأطفال.
وفي السياق الإقليمي، ارتفع عدد الأطفال غير المحصنين إلى 1.8 مليون طفل في عام 2024، مقارنة بـ800 ألف قبل جائحة كوفيد19 في 2019، مما يرفع خطر تفشي الأمراض العابرة للحدود خاصة مع تصاعد النزوح الناتج عن النزاعات.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوارد بيجبيدر: “لقد أدى هذا النزاع إلى محو 40 عامًا من التقدم الصحي في السودان، والأطفال يدفعون الثمن”. وأضاف أن الأزمة لا تقتصر على السودان، محذرًا من مخاطر تفشيات وبائية في مختلف أنحاء المنطقة.
ورغم التحديات، تواصل اليونيسف جهود التطعيم، إذ سلّمت أكثر من 16 مليون جرعة لقاح داخل السودان بين يناير ويونيو 2025، منها 3.5 ملايين جرعة إلى دارفور استهدفت أكثر من 250 ألف طفل. كما نفذت حملات تطعيم مماثلة في غزة واليمن، رغم اشتداد النزاعات في تلك المناطق.
واضاف بيجبيدر: “نحتاج إلى وقف النزاعات، لكن إلى أن يتحقق ذلك، لا بد من ضمان استمرار الرعاية الصحية الأساسية وإيصال اللقاحات إلى كل طفل، أينما كان”.
المصدر: صحيفة التغيير