اخبار السودان

الجيش يعيد رسم موازين القوى في افريقيا

عبدالرحيم محمد سليمان

 

يعد استحواذ الجيش على ترسانة عسكرية متطورة خلال معاركه الأخيرة تحولا يعيد رسم موازين القوى في المنطقة ويعزز من قدراته الدفاعية والهجومية، هذا التطور لا يقتصر على كونه مجرد مكسب عسكري، بل يعكس صلابة العقيدة العسكرية واصرار الجيش على البقاء رغم التحديات الداخلية والخارجية.

 

وفقا للتقيم العسكري اصبح الجيش السوداني يحتل المرتبة الثالثة بين اقوى الجيوش الافريقية بعد مصر والجزائر. ومع ان هذه التصنيفات تعتمد غالبا على حجم العتاد والعدة، دون النظر الى العقيدة القتالية والخبرة الميدانية، فان الاهم هو ان محاولات تفكيك الجيش ارتدت على أصحابها، مؤكدة قوة تماسكه وارادته في حماية الدولة.

 

خلال المواجهات الحاسمة التى خاضها الجيش مع مليشيا دقلو المتمردة ، تمكن الجيش من الاستحواذ على معدات عسكرية متطورة ، كان النظام الاماراتي وفرها لدعم التمرد، وتشمل المعدات ،دبابات حديثة مجهزة بأنظمة رصد وتصويب دقيقة، اسلحة قنص بعيدة المدى قادرة على تحييد الأهداف بدقة عالية، منظومات دفاع جوي متطورة لمواجهة الطائرات المسيرة والمقاتلات، أنظمة تشويش الكتروني لتعطيل الاتصالات والتوجيه، مدفعية وراجمات وصواريخ بعيدة المدى تعزز القدرة على الضربات الاستباقية.

 

في بداية الحرب، حاول الجيش جاهدا الحصول على اسلحة وذخائر من دول عدة، لكن الاستجابة كانت ضعيفة ، فكانت المفارقة حين مول الجيش نفسه باسلحة اكثر تطورا استحواذ عليها في ارض المعركة، بفضل التكتيك العسكري والتفوق الميداني، وهذا التفوق أظهر هشاشة المشروع الاماراتي، وان تداعيات هذا المشروع الذي لاتقدر الامارات كلفته لن تقتصر فى المستقبل المنظور على السودان وحده، بل ستؤثر على النظام الاماراتي والخليجي باثره ، فمع تصاعد الوعي في المنطقة حول دور محمد بن زايد فى زعزعة الاستقرار فى الدول العربية والاسلامية ، لزاما فان القوة العسكرية ليست مجرد عتاد وامكانيات وحسب ، بل هى رؤية استراتيجية وارادة قوية ، فالمال والثروة قد يسهمان في صعود الانظمة ، لكن التجارب التاريخية أثبتت أن سوء استخدام هذه الموارد، مقرونا بالاستبداد والعدوان، يؤدي في النهاية إلى الانهيار.

 

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *