اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة أجانب، معظمهم من كولومبيا، في هجوم مزدوج على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وذكر أنه صد الهجوم وكبّد المهاجمين خسائر كبيرة، في وقت تتصاعد فيه المعارك رغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية..
التغيير: الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، الأحد ، تصديه لهجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر من محورين، الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، خلال يومي الجمعة والسبت.
وقال في بيان رسمي إن الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة تمكّنت من دحر الهجوم وتكبيد “مرتزقة العدو” حسب وصفه، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، دون الإشارة إلى أرقام دقيقة.
ووجّه الجيش في البيان اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع بالاستعانة بمقاتلين أجانب، مشيرًا إلى أن “المرتزقة الذين شاركوا في الهجوم أغلبهم من دولة كولومبيا، وقد لقوا مصرعهم”، في تكرار لتهم سابقة باستخدام الدعم السريع لمقاتلين من خارج السودان.
وفي ديسمبر 2024، كانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت تلقيها اعتذارًا رسميًا من الحكومة الكولومبية بشأن مشاركة بعض مواطنيها في القتال إلى جانب الدعم السريع، وذلك في اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين.
وفي نوفمبر من العام ذاته، أعلنت القوات المشتركة (وهي حركات مسلحة موقعة على اتفاق جوبا وتقاتل إلى جانب الجيش) عن استيلائها على قافلة دعم لوجستي تابعة للدعم السريع، كان من بين عناصرها مرتزقة أجانب بينهم كولومبيون، بحسب ما أفادت به في بيان رسمي.
تصعيد متواصل
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل تشهده مدينة الفاشر، التي تعاني من حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وسط فشل الجهود الدولية في التوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات إلى السكان والنازحين في المدينة التي تُعد مركز العمليات الإغاثية لإقليم دارفور.
ومنذ اندلاع القتال في الفاشر في 10 مايو الماضي، تتزايد المخاوف الدولية من تحول المدينة إلى ساحة لمعركة كارثية، في وقت تفيد فيه تقارير محلية وأممية بأن الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، فيما تشير دراسة أكاديمية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يناهز 130 ألفًا، إلى جانب نزوح ولجوء نحو 15 مليونًا داخل السودان وخارجه.
المصدر: صحيفة التغيير