الجيش يستعيد مواقع جديدة في أم درمان ويضيق الخناق على الدعم السريع
نفذ الجيش عمليات نوعية في أم درمان واستعاد بموجبها مناطق جديدة في محيط استاد المريخ وصينية الأزهري، وشوهد عشرات الجنود وهم يرفعون علم السودان على منزل الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس وزراء سوداني عقب الاستقلال من الاستعمار البريطاني في العام 1956.
رفع جنود الجيش علم السودان في منزل أول رئيس وزراء سوداني بعد الاستقلال وسط مدينة أم درمان
واحتفل جنود الجيش بوصولهم إلى منطقة صينية الأزهري والتي تضم منزل زعيم الحركة الإتحادية وأول رئيس وزراء سوداني عقب استقلال السودان من داخل البرلمان في العام 1956 ولوح الجنود بعلم السودان.
وأثناء احتفالات الجنود بالوصول إلى المنطقة كانت الشوارع خالية من حركة السيارات والمارة وشبه مهجورة بعد (11) شهرًا من الحرب، والتي دفعت إلى نزوح قرابة (10) مليون شخص داخليًا وخارجيًا في ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
وكانت الدعم السريع تسيطر على هذه المنطقة التي تضم صينية الأزهري في أم درمان لـ (11) شهرًا، ومع بداية القتال في منتصف نيسان/أبريل 2023 حققت الدعم السريع تقدما كبيرًا بالسيطرة على غالبية الأحياء السكنية في العاصمة الخرطوم، مستغلة تراجع الجيش لحماية مقاره الرئيسية.
وقبل شهرين تغيرت المعادلة العسكرية وفقًا لشهادات مصادر من الجيش تحدثوا لـ”الترا سودان” حول استراتيجيات جديدة سمحت للقوات المسلحة بالتحول إلى الحالة الهجومية من خانة الدفاع عن المقرات العسكرية.
في سوق أم درمان الذي استحوذ عليه الجيش نهاية شباط/فبراير الماضي، قام بنشر الارتكازات لحماية هذه المنطقة من هجمات الدعم السريع، كما أكدت القوات المسلحة إشراف وحدات من الشرطة والضباط الإداريين للمحليات على صيانة شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والأسواق توطئة لعودة المواطنين بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة.
بالمقابل قالت مصادر من قوات الدعم السريع إنها في “حالة تعبئة” لاستعادة مواقعها في أم درمان، وذكر شهود عيان لـ”الترا سودان” وصول مئات العربات القتالية المزودة بالمدافع الثقيلة والجنود.
وتنفي قوات الدعم السريع سيطرة الجيش على مناطق وسط أم درمان ومحيط الإذاعة والتلفزيون القريب من حي بيت المال والذي وضع عليه الجيش ارتكازات الأسبوع الماضي.
وكان قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو توعد بالسيطرة على سلاح المهندسين ومناطق أخرى في أم درمان، وأطلق عبارته الشهيرة “عايزين طق نضيف” في إشارة إلى أهمية الكفاءة القتالية وذلك منتصف الشهر الماضي.
على الرغم من ذلك لا يزال الجيش يقوم بتحصين سلاح المهندسين على ضفاف النيل الأبيض من هجمات الدعم السريع.
وفي شارع الوادي في منطقة الثورات الواقعة تحت سيطرة الجيش تمكن المواطنون من الذهاب إلى السوق الرئيسي لشراء احتياجات شهر رمضان، على الرغم من شح المال وانخفاض سلاسل الإمداد للمتاجر والمحال التجارية.
وقال مصعب المقيم في أم درمان في منطقة الثورة لـ”الترا سودان” إن أسعار السلع شهدت ارتفاعا كبيرًا نتيجة قلة الواردات إلى الأسواق في العاصمة الخرطوم، ومع كل هذه التحديات تمكن المواطنون من شراء احتياجات شهر رمضان، لأن الحرب لن تمنعهم من إقامة الطقوس الدينية والشعائر التي اعتادوا عليها في هذا الشهر.
وتابع: “إذا عادت شبكة الاتصالات ستساعد المواطنين في الحصول على المال عبر التطبيقات المصرفية، خاصة وأن السودانيين لديهم التكافل الاجتماعي في رمضان”.
أما في الخرطوم تمكن الجيش من تنفيذ عمليات عسكرية في منطقة الشجرة جنوب العاصمة، وقالت مصادر من القوات المسلحة إن وحدات من الجيش نفذت عمليات أدت إلى تدمير العربات القتالية والعتاد لقوات الدعم السريع.
الجيش تعامل مع الحرب بسياسة “النفس الطويل” ولا يزال يتعامل وفق هذه الخطة التي تعتمد على إضعاف الدعم السريع عبر الوقت وعوامل أخرى.
المسيرات تصنع الفارق
ومنذ حزيران/يونيو 2023 تشن قوات الدعم السريع هجمات على سلاح المدرعات والذخيرة في منطقة الشجرة وأجزاء من العشرة وجبرة، ونفذت (85) هجومًا جرى التصدي لها بواسطة الجيش الذي لا يزال يحتفظ بسلاح المدرعات والذخيرة.
ولعبت الطائرات المسيرة لدى الجيش دورًا كبيرًا في تقدمه ميدانيًا، كما يقول محمد عباس الباحث في الشأن الإستراتيجي لـ”الترا سودان”، وأكد أن الجيش تعامل مع الحرب بسياسة “النفس الطويل” ولا يزال يتعامل وفق هذه الخطة التي تعتمد على إضعاف الدعم السريع عبر الوقت وعوامل أخرى.
وقال عباس إن هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة أفقده الكثير من الميزات القتالية، لذلك لم يتمكن منذ الـ 19من كانون الأول/ديسمبر 2023، أن يفرض سيطرته على أي موقع عسكري على الرغم من هجماته على حامية بابنوسة وسلاح المهندسين.
الترا سودان
المصدر: صحيفة الراكوبة