اخبار السودان

الجيش السوداني يعلق عمل قنوات عربية للتغطية على قصفه المدنيين

قررت الحكومة السودانية، الثلاثاء، تعليق عمل قنوات “العربية” و”الحدث” و”سكاي نيوز عربية” بدعوى “عدم التزامها بالمهنية المطلوبة والشفافية” وعدم تجديد تراخيصها، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية السودانية عن وزير الإعلام في السودان المكلف جراهام عبدالقادر.

ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس مساعي الجيش السوداني للتغطية على جرائمه ضد المدنيين باستهدافهم بالبراميل المتفجرة والطائرات المسيرة، في وقت صعد الجيش هجماته داخل ولايات الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى لم تشملها الحرب في محاولة لتحقيق تقدم ميداني في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويشير هؤلاء المراقبين إلى أن خطوة الجيش هذه تهدف أولا إلى إسكات أصوات المعارضة له والتي تستضيفها القنوات العربية من حين لآخر والتي كثيرا ما توجه انتقادات لاذعة للجيش، كما ترمي أيضا إلى منع القنوات الإخبارية من تغطية المعارك الدائرة على الأرض والتي بدا فيها الجيش موجها قصفه إلى المناطق الآهلة بالسكان مما زاد من أعداد القتلى والمصابين.

وقال وزير الإعلام السوداني المكلف، في بيان إنه “استنادا إلى موجّهات ومطلوبات المهنية والشفافية في العمل الإعلامي ومصلحة المواطن السوداني وقيمه، فقد تقرّر إيقاف عمل القنوات التالية في السودان، وذلك لعدم التزامها بالشفافية والمهنية المطلوبة، كما أنها لم تجدد تراخيصها لممارسة العمل الإعلامي في البلاد”.

ووجهت الحكومة السودانية “الجهات ذات الصلة باتخاذ ما يلزم ووضع القرار موضع التنفيذ”.

ونددت نقابة الصحافيين السودانيين بالقرار الصادر عن وزارة الإعلام، قائلة إنه يمثل “خرقا واضحا لحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام وحرمة المؤسسات الصحفية والإعلامية”.

وأضافت النقابة في بيان اليوم “إغلاق القنوات الفضائية والتضييق على المشتغلين بالمهنة من شأنه إسكات صوت الإعلام المهني، كما يفتح الباب أمام تفشي الشائعات وخطاب الكراهية”.

وجاء في البيان “تؤكد نقابة الصحافيين السودانيين أن القرار يأتي استمرارا لحملات التضييق والحصار والإرهاب والتخويف المفروضة على الصحفيين والصحفيات الذين ظلوا يعملون تحت ظروف شديدة التعقيد منذ اندلاع الحرب بالسودان في 15 أبريل من العام الماضي”.

وذكرت قناة الحدث في منشور على منصة إكس أن أحدا لم يخطرها حتى الآن بقرار وقفها عن العمل هي وقناة العربية في السودان.

وقالت القناة في منشور آخر “تفاجأنا برؤية قرار وقف قناتي الحدث والعربية على التلفزيون الرسمي”.

وميدانيا، قُتل 12 شخصاً وأصيب 30 آخرون بجروح في هجوم بواسطة طائرة مسيّرة في مدينة عطبرة الواقعة في شمال شرق السودان والتي كانت بمنأى من الحرب الدائرة في البلاد، وفق ما أفاد مسعف وشهود لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتشهد معظم أنحاء السودان منذ نحو عام حرباً دموية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وقال شاهد في تصريح عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية “اندلع حريق بعد هجوم بطائرة مسيّرة خلال إفطار”.

وقال شاهد آخر في تصريح للوكالة إنّ الإفطار الذي “أقامته في قاعدة لها مليشيا البراء الإسلامية” التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني “جمَع مدنيين ومقاتلين”.

وأضاف أنّ السكان تملّكتهم “موجة ذعر بسبب صدمة الانفجار” في عطبرة الواقعة على بعد نحو 300 كلم شمال شرق الخرطوم.

وقال مصدر طبي إن “جثث 12 قتيلاً و30 جريحاً” وصلوا إلى مستشفى في عطبرة، من دون تحديد ما إذا كانوا مقاتلين أم مدنيين.

وأدى القتال منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح أكثر من 8.5 ملايين آخرين.

لم تتمكن جهود وساطة عربية وأفريقية من إنهاء هذه الحرب، التي حذر برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة) في 6 مارس الجاري، من أنها تهدد بإثارة أكبر أزمة جوع في العالم.

وتتمركز في عطبرة التي كانت بمنأى من المعارك، وحدات للجيش لحماية المدينة التي تكتسب أهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق المؤدي إلى بورتسودان على البحر الأحمر، حيث تتّخذ الحكومة الموالية للجيش مقرا مؤقتا.

ولم تتبنَّ أي جهة على الفور الهجوم. ولدى قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة لكن على بُعد أكثر من 250 كلم من عطبرة.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو إن طائرات عسكرية أغارت الإثنين على مدينة الفاشر في شمال دارفور “حيث لجأ آلاف المدنيين من كل أنحاء دارفور”.

وجاء في منشور له على منصة إكس أنه في أنحاء البلاد يواصل الجيش وقوات الدعم السريع “عرقلة وصول المساعدات الإنسانية وحرية تنقل المدنيين”.

وخلّف قصف جوي نفذه طيران الجيش السوداني، فجر الاثنين، قتلى وجرحى وسط المدنيين بعد استهدافه مناطق شمال إقليم دارفور (غرب البلاد)، وفق ما أفادت مصادر محلية.

ووفق المصادر ذاتها، يجري حصر أعداد الضحايا والمرافق السكنية والصحية والتعليمية التي تعرضت لأضرار كبيرة جراء الضربات، بينما تتحدث قوات الدعم السريع” و”تنسيقة تقدم”، عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين.

وأكد قادة محليون أن سلاح الجو السوداني شن ليل الأحد الاثنين غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء الشرقية لعاصمة الولاية الفاشر ومنطقة كبكابية المأهولة بالسكان.

وخلال الأسابيع الماضية، شن الجيش السوداني الكثير من الضربات الجوية على مناطق شمال دارفور، وحاليا تسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، وهي منطقة بحجم فرنسا معزولة عن بقية البلاد منذ أشهر.

وعبر زعماء الإدارات الأهلية ببلدة كبكابية عن “استنكارهم ورفضهم لاستمرار تكرار ضرب المواطنين بطيران الجيش السوداني، وتدمير مناطقهم”.

بدورها، قالت قوات الدعم السريع، في بيان الاثنين، “إن الغارات الجوية المتتالية التي ضربت مدينة كبكابية أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل، جراء إسقاط البراميل المتفجرة على أحياء ومساكن المواطنين”.

وأضافت “أدت عمليات القصف، إلى جانب فقدان الأرواح البريئة والجرحى، إلى تدمير 15 منزلاً ومدرسة كبكابية، كما شهدت مدن الفاشر وكتم هجمات جوية أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين”.

وذكر البيان “أن الطيران الغادر شن قبل ثلاثة أيام غارات مماثلة على شمال دارفور وقتل 3 من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، كما أصيب 11 آخرون، كما استهدفت الغارات مناطق بوسط البلاد تسببت في سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين الأبرياء”.

وأدانت قوات الدعم السريع “تكرار الغارات العشوائية منذ اندلاع الحرب، والسلوك الهمجي في استهداف الأبرياء العزل”.

من جانبها، أكدت تنسيقة القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم”، في بيان، “شن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة عمليات قصف جوي في ولاية شمال دارفور بمدن الفاشر وكبكابية وكتم أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل”.

وأضافت “سبق هذا القصف الجوي طلعات جوية على منطقة الهدرة جنوب كردفان أسفرت أيضاً عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين”

وأعربت تنسيقية تقدم عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل العام الماضي.

وطالب التحالف، الذي يضم أكبر الأحزاب والقوى المدنية في البلاد، “بالتوقف فوراً عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، ووقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها”.

وجددت “تقدم” دعوتها للأطراف المتقاتلة، الجيش وقوات الدعم السريع، إلى “الاحتكام لصوت العقل والتوجه صوب حلول سلمية لتجنيب البلاد ويلات الحرب التي يدفع ثمنها الملايين من أبناء الشعب السوداني”.

وشددت “على الالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة السودانيين والسودانيات من شبح المجاعة التي تطرق الأبواب بعنف، وهي معطيات تستوجب وقف هذه الحرب العبثية الآن وفوراً”.

واندلعت الحرب في السودان، والتي تقترب من إتمام سنة، بسبب خلافات حول السلطات الممنوحة للجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بموجب خطة مدعومة دوليا للانتقال السياسي نحو حكم مدني وإجراء انتخابات حرة.

العرب

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *