الجيش الروسي يعلن مساعدة الجيش السوري في “صد” فصائل معارضة، وبلينكن يشدد على ضرورة “وقف التصعيد”
قصف سوريروسي يقتل عشرات “المسلحين” في ريف حلب مع فرض حظر التجوال، والأسد يتعهد باستخدام القوة “للتصدي للمتمردين”
أعلنت وزارة الدفاع السورية الأحد مقتل وإصابة عشرات المسلحين في قصف سوري روسي مشترك على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب، في وقت أرسل فيه الجيش السوري تعزيزات “ضخمة” إلى مدينة حماة وعززت مواقعها في محيط المدينة وجبل زين العابدين المطل على المدينة من جهة الشمال.
وبينما تواصل فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” فرض سيطرتها على العديد من المدن والبلدات في ريف حماة الشمالي، أعلنت الفصائل حظر التجوال في مدينة حلب من الساعة 7 من مساء اليوم الأحد بتوقيت سوريا حتى 7 من صباح الاثنين.
وقالت إن القرار يأتي “حفاظاً على سلامة أهلنا في المدينة وتأمينا للممتلكات الخاصة والعامة من العبث”.
وقال الجيش إن قواته تتصدى لهجوم الفصائل المسلحة في عدة مناطق بشمال غرب البلاد، وأكد أنه سينتقل “قريبا” إلى الهجوم المضاد لاستعادة جميع المناطق وتحريرها من هذه الفصائل.
كما أكدت وزارة الدفاع السورية وصول قوات وطوافات صواريخ وآليات عسكرية ثقيلة إلى شمال حماة لملاقاة “مقاتلي المعارضة”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وكانت القوات الحكومية السورية قد انسحبت من حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، بعد هجوم مفاجئ من هيئة تحرير الشام، التي أسسها تنظيم الدولة الإسلامية، ثم انضمت إلى تنظيم القاعدة وانفصلت عنه منذ سنوات لتتحالف مع تنظيمات أخرى مسلحة وتشكل المعارضة المسلحة في سوريا.
من جانبه، تعهد الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، “باستخدام القوة العسكرية للتصدي للمتمردين”، وذلك بعد أن تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على مدينة حلب يوم الجمعة، وعشرات البلدات القريبة.
وأدلى الأسد بتصريحاته خلال مكالمة هاتفية مع القائد المؤقت لمنطقة أبخازيا الانفصالية في جورجيا، بادرة غنبا، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
يأتي ذلك غداة بيان رئاسي سوري أكد تعهُّد الأسد “بالدفاع عن استقرار سوريا وسلامة أراضيها في مواجهة جميع الإرهابيين وداعميهم”.
وفي سياق العمليات العسكرية، يشن الطيران السوري مدعوما بمقاتلات روسية، منذ صباح الأحد، هجمات جوية على مواقع هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، في ريفي حلب وإدلب.
وبدأ التدخل الروسي في القتال يوم السبت، ونفذت القوات الجوية الروسية، المتمركزة في سوريا، غارات جوية في حلب يوم السبت، وهو الهجوم الأول للطيران الروسي على حلب منذ مساعدة قوات الحكومة السورية على استعادتها في عام 2016.
وعلقت الولايات المتحدة على الضربات الروسية بأن “اعتماد سوريا على روسيا وإيران”، إلى جانب رفضها المضي قدما في خطة السلام التي وضعها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2015، “خلق الظروف التي تتكشف الآن” في البلاد، بحسب شون سافيت.
إيران: سوريا ستنتصر كما المرات السابقة
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دمشق مساء الأحد لمناقشة الوضع العسكري مع المسؤولين السوريين، بعد الهجوم المفاجئ لقوات المعارضة المسلحة يوم الأربعاء الماضي.
وقال عراقجي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد إن الوضع في سوريا “صعب” لكنه واثق من أن الحكومة ستنتصر كما حدث في المرات السابقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية.
من جانبه، أكد الأسد لوزير خارجية إيران على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في مواجهة الهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج”، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة.
ومن المقرر أن ينتقل عراقجي من دمشق إلى أنقرة، لبحث الموقف مع المسؤولين الأتراك أيضا، خاصة أن تركيا “تلعب دوراً كبيراً” في دعم المعارضة السورية المسلحة.
ووصف عراقجي، في وقت سابق، التحركات الأخيرة للفصائل المسلحة في سوريا، بأنها جزء من مخطط “صهيوني أمريكي” يهدف لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا، في اتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، عن عراقجي دعوته الدول الإسلامية لوضع حدّ للتطورات الاخيرة في سوريا، وان لا تسمح باستغلال الصراعات الداخلية من قبل أمريكا و”إسرائيل”.
أما تركيا، فقد نفى وزير خارجيتها هاكان فيدان، “تورط” بلاده في الاشتباكات في حلب. وقال في تصريحات صحفية السبت، إنه “يتم اتخاذ التدابير اللازمة، لكن لن نتخذ أي إجراء من شأنه أن يؤدي إلى موجة جديدة من الهجرة”.
وقال مصدر أمني تركي الأحد إن “المتمردين السوريين المدعومين من تركيا، الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد”، تمكنوا من إحباط محاولة من قبل الجماعات الكردية لإقامة ممر يربط مدينة تل رفعت بشمال شرق سوريا.
وأوضح المصدر لوكالة رويترز أن تركيا تطلق على هذه الجماعات اسم “الجيش الوطني السوري”، وأشار إلى أن “المجموعات الكردية، مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، سعت للاستفادة من انسحاب القوات الحكومية السورية من بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات الأسد”، بحسب قوله.
وكان الهدف من الممر المقترح هو ربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا مع تل رفعت، وهي منطقة استراتيجية تقع شمال غرب مدينة حلب.
من جانبها نفت الولايات المتحدة، أي علاقة بالهجوم الذي قادته “منظمة مصنفة أنها إرهابية”، بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، الأحد.
وحث سافيت، على “خفض التصعيد وإجراء عملية سياسية جادة وموثوقة” بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 لعام 2015، والذي وضع الخطوات اللازمة لوقف إطلاق النار والانتقال السياسي.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته لمجندين جدد في قاعدة بوسط إسرائيل الأحد إن إسرائيل تراقب عن كثب التطورات في سوريا، بحسب ما نقلت رويترز.
أما بريطانيا، فألقت باللوم على الرئيس بشار الأسد في “التصعيد” في الحرب السورية التي شهدت “سقوط مدينة حلب في أيدي قوات المتمردين”، بحسب بيان للخارجية البريطانية نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت الوزارة في بيانها “إن نظام الأسد خلق الظروف للتصعيد الحالي من خلال رفضه المستمر للمشاركة في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران”، داعية الجانبين إلى “حماية أرواح المدنيين والبنية التحتية”.
مشاعر “مختلطة بين الأمل والقلق”
وصف فريق بي بي سي للمتابعة الإعلامية الوضع في حلب بأنه محكوم بمشاعر مختلطة بين الأمل والقلق، حيث تتجه الأنظار إلى مستقبل “غير واضح” في ظل التطورات المستمرة.
وبعد سنوات من النزوح، يقول الفريق نقلاً عن شهود عيان إن بعض سكان المدينة بدأوا بالعودة إلى منازلهم، كـ”فرصة لإعادة بناء حياتهم”، إلا أن الحذر ما زال يهيمن على البعض الآخر “بسبب التغيرات المستمرة في السلطة والسيطرة على المدينة”، بحسب قوله.
وقال إن الفصائل المسلحة تسعى إلى “تطمين المدنيين” وتؤكد لهم أن الظروف ستتحسن.
وعلى صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً قتلوا في غارة على مستشفى في حلب، بينما أسفرت غارة داخل مدينة إدلب في شمال غرب البلاد عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وقال المرصد، ومقره لندن، إن ما لا يقل عن 372 شخصاً قُتلوا منذ بدء الهجوم الكبير في شمال غرب سوريا يوم الأربعاء.
في حين قال التلفزيون الرسمي السوري بأن الجيش “قتل نحو 1000 مسلح خلال الأيام الثلاثة الماضية”.
وفر المئات من سكان حلب خوفا من انتقام التنظيمات المسلحة، وأظهرت الصور الطرق المؤدية إلى خارج حلب مزدحمة بالسيارات يوم السبت، بينما حاول الناس المغادرة، والدخان يتصاعد من أفق المدينة.
وعاشت سوريا هدوءاً نسبياً منذ وقف إطلاق النار المتفق عليه في عام 2020، لكن قوات المعارضة حافظت على السيطرة على مدينة إدلب الشمالية الغربية ومعظم المحافظة المحيطة بها.
تقع إدلب على بعد 55 كيلومتراً فقط من حلب، التي كانت معقلا للتنظيمات المسلحة حتى استعادتها الحكومة السورية بدعم روسي في عام 2016.
المصدر: صحيفة الراكوبة