الجيش الإسرائيلي يعلن بدء “المراحل الأولى من الهجوم على مدينة غزة”، وحماس تقول إنه يمثل استهتاراً بجهود الوسطاء

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، جنود إسرائيليون ودبابات في 18 أغسطس/آب 2025 بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين للصحفيين، الأربعاء، إن إسرائيل دخلت “المراحل الأولى من هجومها على مدينة غزة”، وتسيطر بالفعل على أطراف المدينة.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن بنيامين نتنياهو أمر بتقليل المهلة الزمنية للسيطرة على معاقل حماس وهزيمة الحركة.

وأقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي، الأربعاء، خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيداً لتنفيذ العملية، فيما يُنتظر أن ترد إسرائيل بشكل رسمي على مقترح الهدنة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان إن إقرار إسرائيل الأربعاء خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة هو “استهتار” بالجهود التي تبذلها وساطات عربية ودولية لوقف الحرب في القطاع الفلسطيني.

وذكرت حماس في بيانها أن إعلان الجيش الإسرائيلي “ما أسماه عملية عربات جدعون 2 ضدّ مدينة غزة (…) يمثّل إمعاناً في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً واستهتاراً بالجهود التي يبذلها الوسطاء” لوقف الحرب.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وكانت الحكومة الأمنية الإسرائيلية قد أقرت في مطلع أغسطس/آب خطة للسيطرة على مدينة غزة، وتوسيع العمليات للإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.

وقالت وزارة الدفاع إنّ الوزير يسرائيل كاتس “أقرّ خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة”، ووافق “على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة”.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه نهاية

كما وافق كاتس على “الاستعدادات الإنسانية لإجلاء” السكان من مدينة غزة.

وتُعرض الخطة، الخميس، على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية للمصادقة النهائية.

وتنص الخطة على مشاركة خمس فرق عسكرية واثنتي عشرة كتيبة قتالية، مع تجنيد 60 ألف جندي احتياط وتمديد الخدمة الإلزامية للجنود من ثلاثين إلى أربعين يوماً، ليصل العدد الكلي لجنود الاحتياط في الخدمة الفعلية إلى 130 ألفاً.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة صحافية الأربعاء: “سننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، والتي تُعد حالياً المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس”.

وذكرت البطريركية اللاتينيةالقدس، التي تشرف على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة والواقعة في مدينة غزة، أنها أُبلغت بأن الأحياء المجاورة لها تلقت إخطارات بالإخلاء.

ويقول فلسطينيون من مدينة غزة إن القوات الإسرائيلية شنت بالفعل قصفاً عنيفاً على أجزاء من مدينة غزة، مما أدى إلى نزوح العديد من العائلات من المدينة.

ونزح معظم سكان غزة عدة مرات وأُجبروا على التوجه إلى مناطق مكتظة على ساحل البحر المتوسط، من بينها مدينة غزة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إن قرار إسرائيل بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة وتهجير سكانها قسرا، سيؤدي إلى عمليات قتل جماعي للمدنيين وتدمير البنية الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.

وذكر المكتب، في بيان صحفي: “نرى تكرارا لاستخدام لأساليب وسبل الحرب التي أدت إلى قتل جماعي وإصابات جسيمة وتهجير قسري واعتقالات تعسفية وتجويع ودمار هائل، في عمليات عسكرية سابقة في شمال غزة ورفح”.

وأوضح البيان أن هذا “النزوح الجماعي” لا يلبي المتطلبات التي ينص عليها القانون الدولي، داعياً الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى ممارسة “أقصى الضغوط” للوقف الفوري للعملية العسكرية في مدينة غزة.

هجوم قرب خان يونس

دبابة إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة في 19 أغسطس/آب 2025

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، دبابة إسرائيلية قرب الحدود مع قطاع غزة في 19 أغسطس/آب 2025

وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أحياء في شرق مدينة غزة خلال الليل، فيما قالت السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل.

وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة (حماس)، عن هجوم على موقع إسرائيلي جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.

واستُهدفت في الهجوم، دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4″، ومنازل يتحصن بداخلها جنود إسرائيليون، وفجر مسلح فلسطيني نفسه في جنود و”أوقعهم بين قتيل وجريح”، وفق بيان كتائب القسام.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن 15 فلسطينياً شنوا هجوماً على موقع تابع لقوات من لواء كفير في منطقة خان يونس.

وتحدث الجيش عن “تصفية نحو عشرة” مسلحين في اشتباك وجهاً لوجه وبمساندة جوية، وإصابة عسكري من كتيبة نحشون (90) التابعة للواء كفير بجروح خطيرة، بالإضافة إلى جنديين آخرين بجروح طفيفة.

نتنياهو: نحتاج إلى العمل لكسب تأييد “جيل زد”

أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن على إسرائيل “العمل” لكسب تأييد جيل الشباب حول العالم.

وأقر نتنياهو خلال مقابلة أجرتها معه قناة “تريغيرنوميتري” البريطانية على يوتيوب، بأن هناك “عملاً يجب القيام به مع “جيل زد” ( أي مواليد الفترة من 1997 إلى 2012) وفي كل أنحاء الغرب”.

كما اعتبر أنّ المعارضة في إسرائيل من هذا الجيل الشاب هي نتيجة حملة ضدّ الغرب، وكرّر تأكيده وجود “مؤامرة مُدبّرة” ضدّ إسرائيل والدول الغربية، من دون تسمية من يقف وراءها، ومن دون تقديم أدلة على وجودها.

وأشاد نتنياهو خلال المقابلة بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفاً إياه بـ “صديق استثنائي لإسرائيل وقائد استثنائي”.

وأضاف: “نحن محظوظون جداً بوجود زعيم في الولايات المتحدة لا يتصرف مثل الزعماء الأوروبيين ولا يرضخ للضغوط”، في إشارة إلى نية دول مثل فرنسا وبريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية.

متظاهرون في تل أبيب يُطالبون بإيقاف الحرب في غزة وإعادة الرهائن، في 26 يوليو/تموز 2025

صدر الصورة، Anadolu via Getty Images

التعليق على الصورة، متظاهرون في تل أبيب يُطالبون بإيقاف الحرب في غزة وإعادة الرهائن، في 26 يوليو/تموز 2025

وبحسب دراسة نشرها معهد غالوب أواخر يوليو/تموز، أظهر 6 في المئة فقط من الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و34 عاماً في الولايات المتحدة رأياً إيجابياً تجاه نتنياهو، بينما أيّد 9 في المئة منهم الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ويشارك آلاف الشباب في تظاهرات مؤيّدة للفلسطينيين منذ حوالي عامين في عواصم غربية عديدة بينها لندن وباريس وبرلين وواشنطن.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على بلدات ومواقع جنوبي إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 62.122 فلسطينياً على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.