الجيش الأمريكي يعترف بسقوط طائرة مقاتلة من حاملة طائرات في البحر الأحمر بعد إعلان الحوثيين الاشتباك معها

الجيش الأمريكي يعترف بسقوط طائرة مقاتلة من حاملة طائرات في البحر الأحمر بعد إعلان الحوثيين الاشتباك معها
صدر الصورة، Reuters
أفاد الجيش الأمريكي يوم الاثنين بإصابة بحار من البحرية الأمريكية بجروح طفيفة مع سقوط طائرة مقاتلة من طراز إف18 وجرارها من على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من إعلان الحوثيين “الاشتباك” مع حاملة الطائرات (ترومان).
وأضافت البحرية في بيان: “كانت طائرة F/A18E قيد السحب في حاملة الطائرات، عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وسقطت الطائرة وجرار السحب في البحر”.
وأضافت: “جميع أفراد الطاقم بخير، باستثناء بحار واحد أصيب بجروح طفيفة”، مشيرةً إلى أن حاملة الطائرات وجناحها الجوي لا يزالان جاهزين لأداء المهام، وأن الحادث قيد التحقيق.
وتُشارك حاملة الطائرات، هاري ترومان، في الضربات ضد الحوثيين في اليمن، وهي واحدة من حاملتي طائرات أمريكيتين تعملان حالياً في الشرق الأوسط.
وكان الحوثيون قد أصدروا بياناً في وقت سابق الاثنين، أعلنوا فيه استهدافهم “ترومان وقطع مرافقة لها”، بالإضافة إلى ضرب هدف “حيوي” في عسقلان بإسرائيل، “إسناداً لغزة ورداً على جرائم العدوان الأمريكي في صنعاء وصعدة”.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
ووفقاً لبيان صادر عن البحرية الأمريكية، وصلت طائرة F/A18E إلى قدرتها التشغيلية الأولية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتجاوزت تكلفتها الإجمالية 67 مليون دولار أمريكي في السنة المالية 2021.
وشدد بيان الحوثيين على أن “وتيرة عملياتِ الإسنادِ والتصدي مستمرةٌ بزخمٍ متصاعدٍ كما لو أن المعركةَ في أيامِها الأولى” وذلك لحين “وقفِ العدوانِ على غزةَ ورفعِ الحصارِ عنها”.
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، مساء الاثنين، إنّ “الاعتراف الأمريكي بسقوط طائرة إف 18، هو الثاني خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” بحسب البيان.
كما أفادت القناة بغارة أمريكية جديدة استهدفت منطقة المهاذر في مديرية سحار بمحافظة صعدة.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الحوثيون في اليمن أن غارة جوية أمريكية في صعدة شمال البلاد أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 68 شخصاً، وإصابة 47 آخرين، في استهداف لمركز احتجاز يؤوي مهاجرين أفارقة، في هجوم من أعنف الهجمات حتى الآن خلال ستة أسابيع من الغارات الجوية الأمريكية المكثفة ضد الحوثيين.
وفي وقت سابق، قال الحوثيون إن الضربات الأمريكية على العاصمة صنعاء أسفرت عن مقتل ثمانية على الأقل في منطقة ثقبان، بينهم نساء وأطفال.
وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح في قطعة قماش أبيض. ونقلت القناة عن مراسلها قوله إنّ “هناك أشلاء لنساء وأطفال” في المكان.
“خسائر مأساوية”
صدر الصورة، Reuters
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
في هذا السياق، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن “انزعاج الأمم المتحدة البالغ” إزاء التقارير التي تفيد بشن غارة جوية على مركز احتجاز للمهاجرين في محافظة صعدة.
وقال دوجاريك: “نشعر بالحزن إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح، حيث يُعتقد أن العديد من هؤلاء المهاجرين قُتلوا وجُرحوا… وقد ترتفع الأعداد مع استمرار جهود البحث والإنقاذ”.
وأكد المتحدث الأممي على استعداد المنظمة الدولية للهجرة هناك لتقديم الدعم عند الحاجة، موضحاً أنهم “لا يزالون ملتزمين بمراقبة الوضع عن كثب”.
وأشار إلى تقارير تفيد بأن المستشفيات في المنطقة مكتظة بسبب قدرتها الاستيعابية المحدودة، موضحاً أن مستشفيين قريبين استقبلا أكثر من 50 جريحاً، كثير منهم في حالة حرجة.
كما أفاد بيانه بمقتل ثمانية وإصابة ستة آخرين، بينهم نساء وأطفال، في مديرية بني الحارث بمحافظة صنعاء، الأحد.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هذه الضربات تشكل خطراً متزايداً على السكان المدنيين في اليمن، مشدداً على ضرورة التزام الطرفين بالقانون الإنساني الدولي، الذي يؤكد على حماية المدنيين.
على صعيد آخر، صرح مسؤول عسكري أمريكي، بأن الجيش الأمريكي على علم بمزاعم سقوط ضحايا مدنيين.
وأضاف لرويترز رافضاً الكشف عن هويته: “نأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد. ونجري حالياً تقييماً لأضرار المعارك والتحقيق فيها”.
وقال الجيش الأمريكي إنه لن يُقدم معلومات مفصلة عن أهداف غاراته الجوية لأسباب تتعلق بأمن العمليات.
وكانت قناة المسيرة قد عرضت صوراً لآثار الغارة الجوية في صعدة، على طريق يستخدمه المهاجرون الأفارقة للعبور من اليمن إلى السعودية.
وأظهرت اللقطات جثثاً مغطاة بالغبار وسط أنقاض ملطخة بالدماء. وحمل عمال الإنقاذ رجلاً يتحرك ببطء على نقالة، فيما سُمع أحد الناجين وهو ينادي “أمي” باللغة الأمهرية الرئيسية في إثيوبيا.
ووصف ناجون آخرون، في مقابلات مع التلفزيون اليمني في المستشفى، كيف استيقظوا على وقع انفجار الفجر.
وقال أحدهم: “لقد قُذِفت في الهواء وسقطت أرضاً”.
“زيادة الضغط حتى تحقيق الهدف”
صدر الصورة، YAHYA ARHAB/EPAEFE/REX/Shutterstock
كان مركز القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، قد أعلن أن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 800 هدف في اليمن منذ منتصف مارس/آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين من الحوثيين، بينهم أعضاء في القيادة.
وأوضح بيان (سنتكوم) أنه “منذ بداية عملية (راف رايدر)، دمرت الغارات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع وتخزين الأسلحة المتقدمة” التابعة للحوثيين في اليمن.
وأضاف مركز القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط في بيانه، أنه “مع أن الحوثيين واصلوا مهاجمة سفننا، إلا أن عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها”، مشيراً إلى أن “معدل إطلاق الصواريخ البالستية تراجع بنسبة 69 في المئة، فيما تراجعت الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة بنسبة 55 في المئة”.
ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، أسفرت الغارات الأمريكية عن مقتل 258 شخصاً على الأقل بما في ذلك حصيلة الأحد بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس استناداً إلى البيانات التي تنشرها جماعة الحوثيين.
ولم يتسنَّ لبي بي سي التأكد من الحصيلة بشكل مستقل.
صدر الصورة، Reuters
وقال بيان (سنتكوم) إن “إيران تواصل بلا شك تقديم الدعم للحوثيين، ولا يمكن للحوثيين مواصلة مهاجمة قواتنا إلا بدعم من النظام الإيراني”، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل “زيادة الضغط حتى يتحقق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة في المنطقة”.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها “على ارتباط بإسرائيل”.
وشكّلت تلك الهجمات تهديداً لحركة الملاحة في قناة السويس التي يمرّ عبرها حوالى 12 في المئة من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
الإنفاق العسكري الأكبر منذ الحرب الباردة
ومع استمرار التوترات والحروب لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن الإنفاق العسكري العالمي، شهد ارتفاعاً كبيراً في عام 2024.
وأوضح المعهد في تقرير نشره فجر الاثنين، أن الانفاق العسكري العالمي وصل إلى قرابة 2.7 تريليون دولار أمريكي خلال العام الماضي، وهو أكبر قيمة يتم تسجيلها منذ نهاية الحرب الباردة.
وأرجع المعهد ارتفاع الإنفاق العسكري في العالم إلى الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، مشيراً إلى أن الزيادة كانت ملحوظة في دول أوروبا والشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة الراكوبة