الجامعة أكدت رفضها القاطع لأي مساعٍ تهدف إلى تشكيل حكومات أو إدارات بديلة من خارج الأطر الدستورية والقانونية للدولة السودانية، محذرة من خطورة محاولات إضعاف مؤسسات الدولة، وإحلال الفوضى بدلاً عن القانون.
القاهرة: التغيير
أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة لإعلان ائتلاف سوداني مرتبط بقوات الدعم السريع، يوم السبت 26 يوليو 2025، تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا، وتوجهه نحو تعيين حكام لعدد من الأقاليم.
ووصفت الجامعة الأحد، الخطوة بأنها تمثل تحديًا سافرًا لإرادة الشعب السوداني، ومحاولة لفرض أمر واقع عبر القوة العسكرية، دون مراعاة للتداعيات الخطيرة التي قد تنجم عنها، بما في ذلك تعقيد فرص الحل السياسي، وتصاعد دوامات العنف والنزوح التي تثقل كاهل الملايين من المدنيين.
وأكدت الجامعة رفضها القاطع لأي مساعٍ تهدف إلى تشكيل حكومات أو إدارات بديلة من خارج الأطر الدستورية والقانونية للدولة السودانية، محذرة من خطورة محاولات إضعاف مؤسسات الدولة، وإحلال الفوضى بدلاً عن القانون، واستخدام السلاح بديلاً عن الإرادة الشعبية، الأمر الذي من شأنه أن يقود البلاد نحو التفكك وتحويلها إلى كانتونات متناحرة، مهددة بذلك أمن واستقرار السودان والمنطقة بأسرها.
وأشارت الأمانة العامة للجامعة إلى أهمية احترام قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2736 الصادر في 13 يونيو 2024، والذي دعا قوات الدعم السريع إلى وقف حصار مدينة الفاشر، والالتزام الكامل باتفاق جدة الموقع عام 2023 بشأن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
كما استحضرت بيان مجلس الأمن في 5 مارس 2025، الذي رفض بوضوح إنشاء أي سلطة موازية في السودان، لما قد يترتب عليه من تصعيد النزاع الداخلي وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
ودعت الجامعة العربية الجهات السودانية التي تقف خلف هذه الحكومة “غير الشرعية” إلى التراجع عن أية خطوات أحادية من شأنها الإسهام في تفكيك الدولة، مطالبة بوقف كافة الأعمال العدائية وفق اتفاق جدة، واحترام القانون الدولي الإنساني بما يضمن إيصال المساعدات للمتضررين، وتهيئة الأجواء لحوار سياسي شامل ترعاه الوساطات الإقليمية والدولية.
تأتي هذه الإدانة في ظل تصاعد الأزمة السياسية والأمنية في السودان، بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي أفرزت أوضاعًا إنسانية كارثية وأدت إلى نزوح ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا.
وقد فشلت جولات التفاوض السابقة في التوصل إلى تسوية شاملة، رغم الوساطات الإقليمية والدولية.
ويُعد إعلان حكومة موازية في مدينة نيالا التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع تطورًا خطيرًا قد يؤدي إلى ترسيخ الانقسام الجغرافي والسياسي، ويهدد بتمزيق السودان على أسس جهوية ومناطقية، في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزماتها منذ الاستقلال.
المصدر: صحيفة التغيير