اخبار السودان

«التغيير» ترصد أوضاعاً كارثية بـ «الأبيض» مع وصول آلاف الفارين من الحرب والفوضى

أدت أعمال العنف التي ما زالت مستمرة داخل المدينة ومناطق أخرى تتبع للولاية إلى تدهور الأزمة الانسانية نحو مستويات جديدة من المعاناة للسكان المدنيين.

الأبيض: التغيير: فتح الرحمن حمودة

بالتزامن مع اقترب عيد الأضحى ما زال سكان ولاية شمال كردفان غربي السودان يعانون فقراً مدقعاً أصابهم بسبب حرب الخامس عشر من أبريل الماضي.

واصبحت مدينة الأبيض حاضرة الولاية إحدى مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالبلاد.

وأدت أعمال العنف التي ما زالت مستمرة داخل المدينة ومناطق أخرى تتبع للولاية إلى تدهور الأزمة الانسانية نحو مستويات جديدة من المعاناة للسكان المدنيين.

مشاهد من سوق مدينة الأبيض

ويقول ضياء الدين الحاج وهو أحد سكان المدينة لـ «التغيير» إن الوضع أصبح داخل ولايته غير مطمئن وأكثر صعوبة بسبب الحرب المستمرة وحالات القتل والنهب التي أصبحت تزداد بصورة يومية.

اما أبوبكر آدم قال لـ «التغيير» إن الظروف الاقتصادية بالنسبة لهم باتت أسوأ بكثير داخل المدينة، مضيفا بأن حياتهم أصبحت اكثر خطورة وصعوبة من أي وقت مضى.

بينما قال عبد السلام محمد، على الرغم من انهم قبل اندلاع الحرب ظلوا يعانون من حالة اقتصادية سيئة لكن اليوم يعيشون في ذات الاوضاع بصورة سيئة ومستمرة.

مصارف مغلقة

وما زالت أبواب المصارف مقفلة منذ اندلاع الحرب وذلك بسبب مخاوف من حدوث اقتحامات عليها خصوصا معظمها تقع في مواقع وسط السوق الكبير للمدينة الذي بات يغلق بصورة مستمرة.

وتدفق الآلاف من الفارين من العاصمة السودانية الخرطوم إلى ولاية شمال كردفان عقب اندلاع الحرب بين الاطراف المتاقتلة في منتصف ابريل الماضي.

استمرار النزوح إلى مدينة الأبيض

وقال مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان طارق ابو البشر لـ «التغيير» إن عدد النازحين وصل إلى أكثر من «23» ألف اسرة داخل الولاية منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت الولاية قد شهدت أكثر من 3 اشتباكات دامية بين الأطراف المتقاتلة أدت إلى وقوع عشرات الاصابات وأكثر من 200 قتيلاً على الأقل من المدنيين.

وأكد “أبو البشر” لـ «التغيير» بدء حالات نزوح من مناطق أخرى نحو مدينة الأبيض، وأن عددهم وصل نحو «13» ألف فرد من بينهم اطفال ونساء.

ارتفاع معدل الجرائم

وبسبب الحرب تكاثرت الجرائم وحالات من الانفلات الأمني مع انتشار عصابات النهب المسلح حول مدينة الأبيض ومناطق أخرى تتبع للولاية أدت إلى فرار العديد من الأهالي.

وقبل اسابيع نزحت مجموعة من الأهالي من منطقة «البركة» الواقعة جنوب مدينة الأبيض، بسبب تزايد عمليات النهب والاعتداءات الجنسية ومصادرة الممتلكات على أيادي عصابات النهب المسلح داخل منطقتهم.

وظل سكان مناطق البركة على مدى سنوات طوال يعيشون حياة بسيطة لم تشهد أي تغييرات تذكر.

و بلغ عدد المعسكرات داخل مدينة الأبيض «11» معسكراً تضم أكثر من 3 آلاف فرد ضمن «377 » أسرة من بينهم ألفي طفل دون سن الثامنة عشر و أكثر من الف امراة.

أوضاع سيئة

ويعيش نازحو تلك المنطقة داخل معسكرات بالمدينة في ظل اوضاع اقتصادية وصحية سيئة، حيث يعاني بعض الأطفال من سوء التغذية، بينما يجد أفراد اسرهم صعوبة في توفير الطعام لهم.

وفي ظل عدم وصول المساعدات الغذائية إلى الولاية كان قد قدمت عددا من المنظمات والخيرين بعض المساعدات التي قد تكفي لأسبوع واحد على الأقل في اماكن تواجد النازحين بالمدينة.

ويأمل النازحون في العودة إلى ديارهم عقب توقف الحرب وتوفر الأمن والإستقرار لإعادة بناء مناطقهم وتعميرها لجهة أنها ديارهم التي ولدوا فيها.

وظل غالبية سكان ولاية شمال كردفان منذ اندلاع الحرب يعيشون أوضاعاً كارثية إلى جانب حالات الفوضى والنهب المسلح وانعدام الأمن.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *