اللجنة حملت وزارة التربية والتعليم مسؤولية الانهيار التربوي والمهني، بما في ذلك ضياع العام الدراسي، وانسحاب آلاف المعلمين من المهنة، وغياب أي رؤية واقعية لمعالجة آثار الحرب وتراجع الخدمة التعليمية.

الخرطوم: التغيير

قالت لجنة المعلمين السودانيين إنها تابعت الرسالة المفتوحة التي وجّهها أحد المعلمين إلى مدير عام التعليم بولاية الخرطوم، مشيرة إلى أن الرسالة عبّرت بصدق وشجاعة عن معاناة المعلمين في ظل الظروف الاقتصادية والإنسانية القاسية التي يعيشونها، وتحدثت بما عجزت عنه المؤسسات الرسمية.

وأكدت اللجنة في بيان اليوم الإثنين، أن الرسالة تمثل صوت آلاف المعلمين والمعلمات الذين اضطر كثير منهم للصمت خوفاً من العقوبات الإدارية أو تحت وطأة الحاجة وضغوط الحياة، معتبرة أنها وثيقة تكشف حجم التدهور الذي أصاب قطاع التعليم، وتدهور أوضاع المعلمين الذين حُمّلوا عبء العملية التعليمية بينما تُركوا يواجهون الجوع والمرض وانعدام الدعم.

وحملت اللجنة وزارة التربية والتعليم مسؤولية الانهيار التربوي والمهني، بما في ذلك ضياع العام الدراسي، وانسحاب آلاف المعلمين من المهنة، وغياب أي رؤية واقعية لمعالجة آثار الحرب وتراجع الخدمة التعليمية.

وأوضحت أن القرارات التي تتخذها الوزارة، وعلى رأسها اللجوء إلى حلول “تجميلية”، لا تعالج جوهر الأزمة المتمثل في غياب الرواتب وانعدام البيئة الملائمة لعمل المعلم.

وانتقدت اللجنة بشدة إعلان الوزارة عن توظيف 5 آلاف “متعاون”، واعتبرت الخطوة “اعتداءً على المهنة” ومحاولة لاستبدال أصحاب الخبرة بعمالة غير مدربة، وهو ما وصفته بأنه تكريس لسياسة “الحلول الرخيصة” التي تهدد الأمن التربوي وتمس كرامة المعلم السوداني.

وثبّتت اللجنة في بيانها ما جاء في رسالة المعلّم، مؤكدة أن تهريب المعلم من المهنة أخطر من تهريب الذهب، وأن آلاف المعلمين يعيشون على حافة الانهيار النفسي والجسدي، وأن الحرب دمّرت ما تبقى من قيمة التعليم وأدت إلى تراجع دور المعلم الذي يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة آثار الجهل والصراعات.

وطالبت اللجنة بصرف المتأخرات المالية فوراً، وإلغاء برنامج المتعاونين، وعودة المعلمين المفصولين أو المنسحبين بسبب الظروف الاقتصادية، إلى جانب إعادة هيكلة الوزارة وإشراك لجان المعلمين في جميع المشاورات المتعلقة بالعام الدراسي والموازنة، مع وضع خطة إسعافية لإحياء النظام التعليمي قبل انطلاق العام الجديد.

وأكدت اللجنة في بيانها على أن رسالة المعلم لن تُنسى، باعتبارها صوت مهنة تتعرض للانهيار وصرخة وطن يواجه واحدة من أخطر مراحل تاريخه التعليمي.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.