التعليم العالي في السودان بعد الحرب.. هل سيتجاوز عثراته ويصبح مواكبا؟
تقرير: سعاد الخضر
تعرضت مؤسسات التعليم العالي في السودان إلى التدمير والنهب والحرق من قبل قوات الدعم السريع ويبلغ عدد الجامعات السودانية 39 جامعة حكومية بينما بلغ عدد الجامعات الخاصة 105 كلية خاصة ويواجه التعليم العالي تحديات كبيرة جراء الحرب.
تدمير وحريق
واوضح وزير التعليم العالي محمد حسن دهب أن كثير من الجامعات شهدت تدميرا كاملا في بنياتها من قبل المليشيات المتمردة وفقدان عدد من أساتذتها ومنسوبيها الذين قتلتهم أيادي الغدر والخيانة وقال الوزير لدى مخاطبته ملتقى مدراء الجامعات الذي نظمته وزارة التعليم العالي الخميس الماضي بقاعة الشهداء برئاسة هيئة الموانئ البحرية ببورتسودان (
بالرغم من ذلك بذلت الوزارة جهود مقدرة لضمان إستمرار العملية التعليمية و انصبت جهودها في التوظيف الأمثل لموارد الجامعات في الولايات الآمنة لاستضافة طلاب الجامعات المتأثرة بالحرب) ولفت الى أن الحاجة الى التعليم الالكتروني أصبحت اكثر الحاحا باعتباره واحد من الوسائل الهامة لمعالجة نقل المعرفة بين الجامعات والكليات واساتذتها وطلابها داخل وخارج البلاد في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي أدت الى نزوح الاسر وابنائها الطلاب الى المناطق الآمنة داخل وخارج البلاد وأشار الى اعتماد الوزارة الى جانب ذلك على نظام نقل الساعات المعتمدة للطلاب الذين يدرسون في غير جامعاتهم بجانب اعتماد نظام الاستضافة في الجامعات في الولايات الامنة مما مكن الجامعات من من عقد الامتحانات المختلفة خاصة النهائيةوامتحانات الملاحق والبدائل ومكن ذلك الوزارة من تحقيق تقدما كبيرا
اسهم في استمرار العملية التعليمية بالجامعات والكليات وتخرج آلاف الطلاب.
إستعادة البيانات
وأشار الى أن الوزارة قامت بفتح مكاتب لتوثيق الشهادات والافادات بالولايات الآمنة وكشف عن تمكتها من خلال الاستعانة بادارة القبول وببيانات انظمتها من توفير الشهادات السودانية للخريجين من 1980 و مد الجامعات بنسخ من البيانات المفقودة بجانب استضافة الطلاب بالخارج من خلال اصدار لائحة تنظم انشاء المراكز وفروع الجامعات بالخارج.
تحديات ماثلة
واوضح أن أهم التحديات التي تواجه الجامعات، تشمل إنشاء قاعات كبيرة في الجامعات الولائية الامنة لاستضافة الجامعات المتضررة من الحرب وتوفير اجهزة وانظمة لضمان خدمات الإنترنت، بالإضافة إلى مشاكل استخراج الشهادات وتفاصيلها والافادات بالنسبة بلعض الجامعات وفتح المراكز بالخارج الى جانب
تخفيض المرتبات بنسبة 60%. بالاضافة الى فرض الجامعات رسوم مرتفعة على الطلاب.
من جهته اعتبر نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار اير ، أن التدمير الذي تعرضت له مؤسسات التعليم العالي من قبل الدعم السريع تدميراً ممنهجاً ومقصودا يهدف إلى طمس تاريخ السودان العريق. واتهم جهات لم يسمها بالسعي الى طمس تاريخ السودان
وقطع بعدم امكانية حدوث ذلك لأن السودان يعود تاريخه الى ماقبل 7000 عام قبل الميلاد وموجود في كل الأديان السماوية وقال عقار ( هذا التاريخ يريد حميدتي أن يمسحه في يوم واحد مؤكدا استحالة ذلك.
ووجه بضرورة حل مشكلة مرتبات المعلمين
توقف التعليم، واكد على ضرورة مواكبة التعليم في السودان، ولفت الى ان التعليم توقف بعد تغيير السلم التعليمي لأن السودان اتجه نحو الشرق الاوسط بدلا من الاتجاه نحو العالم.
ونوه الى أهمية التعليم في بناء المستقبل، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بكوادر التعليم العالي لمنع هجرة العقول.
وطالب عقار يالتركيز على الاستفادة من التجارب العالمية في التعليم.
ولفت الى أهمية الاستفادة من إيجابيات التعليم الإلكتروني، مع مراعاة أنه قد يساهم في تقليص مساحات البحث العلمي، مشدداً على أهمية تطوير قدرات الطلاب بدلاً من الاعتماد على محرك البحث قوقل
وطالب بضرورة تحقيق التوازن المطلوب بين التعليم الحديث والتعليم بصورته التقليدية.
الخديعة الكبرى
و حذر من تاثيرات التعليم الالكتروني السلبية على الطلاب حيث انه يغرس فيهم الكسل مما أدى الى تراجع البحوث
العلمية واردف المواقع الإلكترونية تتيح المعلومات بدون تعب لأن مستر قوقل يوفرها دون مجهود عقلي واصبح الطالب يعتمد على البحوث الجاهزة وهذه خديعة كبيرة في العالم ).
ورأى أن التكنولجيا تسبب الخمول لعقول الطلاب ودلل على ذلك بأن الطالب عندما يسأل في كثير من الاحيان عن بحثه لا يعرف يناقش محتواه.
وتابع ( يجب ألا نترك عيالنا لي دوت كم لانهم حينما يجدون الوظيفة حتى بعد تخرجهم من الجامعات تضطر المؤسسات الى تعليمهم ابجديات المهنة.
واستنكر نائب رئيس مجلس السيادة تدني مستوى الكتابة و(ذكر كثير من الطلاب الجامعيين لايفرقون بين الحروف ولايجيدون نطقها.
وأضاف إذا سيبويه قام من قبره وشاهد ذلك سيقوم بدفن نفسه مرة ثانية في المقابر).
وأشار الى ان الطالب الجامعي في السودان عندما يذهب للخارج لتحضير الماجستير يتم الزامه بالدراسة لمدة عاملين كاملين قبل التحضير ويتم تطبيق ذلك حتى مع خريجي كلية الطب ووجه انتقادات مبطنة
لصندوق دعم الطلاب واكتفى بقوله ( لدينا حديث كثير حوله).
المصدر: صحيفة الراكوبة