في أول خطاب له بعد توليه المنصب، أعلن محمد حسن التعايشي، رئيس وزراء حكومة “تأسيس”، عن البرنامج العاجل والاستراتيجي لحكومته، واعداً بما وصفها “حقبة جديدة” في تاريخ السودان، ترتكز على بناء دولة فيدرالية وتشكيل جيش وطني جديد.

الخطاب التأسيسي لرئيس الوزراء وبرامج حكومة السلام والوحدة

The Founding Address of the Prime Minister and the Programs of the Government of Peace and Unity pic.twitter.com/XrnKi2HQkq

مكتب رئيس الوزراء تأسيس (@PMofficeSD) September 6, 2025

وفي خطاب مصور مساء السبت، أتى بعد أيام من أدائه القسم أمام قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حدد التعايشي الأولويات القصوى لـ”حكومة السلام والوحدة”، والتي تتمثل في المرحلة الأولى بتوفير الأمن وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، خاصة للنازحين واللاجئين.

أولويات عاجلة ورؤية استراتيجية

وركّز التعايشي في خطابه على أن حكومته ستعمل فوراً على توفير الغذاء والخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إلى جانب استعادة خدمات الاتصالات وإصدار الوثائق الثبوتية للمواطنين في مناطق سيطرتها.

وعلى المستوى الاستراتيجي، طرح التعايشي رؤية شاملة تهدف إلى “تفكيك نظام الثلاثين من يونيو”، وتصنيف الحركة الإسلامية وواجهاتها “كتنظيمات إرهابية”. كما أكد أن مرتكزات الدولة الجديدة ستقوم على الوحدة الطوعية، والحكم الفيدرالي اللامركزي، وتأسيس جيش وطني جديد بعقيدة عسكرية مختلفة، مع ضمان عدم الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة للضحايا.

ووعد التعايشي بتمكين الشباب والنساء ومنحهم دوراً قيادياً في “مشروع السودان الجديد”، مؤكداً أن حل الأزمات الاقتصادية سيتم تدريجياً عبر الاستثمار في الموارد الهائلة للبلاد ومحاربة الفساد.

علاقات خارجية وتحدي الاعتراف

في الشأن الخارجي، أكد رئيس الوزراء التزام حكومته ببناء علاقات تخدم مصالح السودان، ومواجهة الإرهاب، والتعاون الكامل وغير المشروط مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات.

وعلى الرغم من هذا الإعلان، لم تحظ حكومة “تأسيس” حتى الآن بأي اعتراف رسمي إقليمي أو دولي. ويأتي تشكيلها في وقت حذر فيه مجلس الأمن الدولي من إقامة أي حكومة موازية في السودان، معتبراً أن مثل هذه الخطوات تشكل تهديداً مباشراً لوحدة البلاد وقد تؤدي إلى تفاقم الصراع وتفتيت الدولة.


المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.