اخبار السودان

“التعافي من إدمان الطعام يشبه النزهة مع نمر 3 مرات يوميا”

صدر الصورة، BRYONY GORDON

بيث روز

بي بي سي

تُعد الصحفية والمؤلفة بريوني غوردون كتابا مفتوحا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الصحة العقلية، بعد أن تعايشت مع الوسواس القهري، وإدمان الكحول، واضطراب الشراهة عند تناول الطعام، وإدمان المخدرات. لكن لكونها امرأة فقد عايشت أيضا عدم المساواة في الرعاية الصحية الأمر الذي مثل أحد التحديات التي لم تتمكن من التغلب عليها بعد.

وتقول غوردون: “أنا غاضبة للغاية”، وهي تشير إلى التحديات التي تواجهها في مجال صحتها العقلية وكيف يمكن للناس أن يتفاعلوا معها.

لقد كافحت لسنوات عديدة الإدمان، وشعرت بالخجل، وتعافت، وانتكست، وانتقلت من إدمان إلى آخر، وهو ما تسميه “الإدمان المتبادل”.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وفي كثير من الأحيان، كتبت مقالات حول تجربتها في صحيفة التلغراف عندما كانت تبحث عن التضامن والدعم.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

وتقول غوردون لبرنامج أكسيس أول بودكاست في بي بي سي:”الأمر المتعلق بجميع الأمراض العقلية هو أنها تزدهر بالكذب عليك، بعزلك، وإخبارك أنك غريب الأطوار، وإخبارك أنك وحيد”.

وترى غوردون أن القدرة على الكشف عن نفسها للعالم في كتبها وصحيفتها شيئا تعتبره الآن طريقة “جميلة حقًا” للتواصل مع الناس، خاصة عندما علمت أن كتابها الأخير قد احتل مرتبة أعلى الكتب مبيعا في أمازون في يوم نشره منتزعا هذه المرتبة من الرواية المشهورة وان داي.

إنه كتابها الجديد “امرأة غاضبة” والذي يعد السابع لها وامتدادا لكتابها الذي أصدرته في عام 2016 “فتاة غاضبة” والذي يدور حول تجاربها مع الوسواس القهري.

وتقول غوردون:”يحب الناس أن يظنوا أنك تكتب كتابا عن الوسواس القهري ثم تنتصر على الشدائد، وكما نعلم جميعًا، فإن هذا النوع من الحياة أكثر دقة وتعقيدًا من ذلك، ما أحاول القيام به من خلال تأليف هذه الكتب هو أن أوضح مدى الفوضى التي تتسم بها عملية التعافي، فهي لا تسير على خط واحد”.

ولم تكن غوردون محصنة ضد أشياء مثل الآمال الكاذبة.

وتقول عن الوسواس القهري الذي تعاني منه: “اعتقدت حقا أنني تجاوزت هذه المشكلة، ففي ليلة رأس السنة 2019، كنت أقول: أنا بخير، لقد انتصرت”.

ثم جاء شهر مارس/آذار من عام 2020 وظهر فيروس كورونا.

وتقول: “أصبت باضطراب الشهية عند تناول الطعام، لقد عدت إلى حالة من الاكتئاب الشديد وعاد الوسواس القهري بقوة شديدة”.

لكن ذلك جعل غوردون تفكر، هل يمكن أن تكون استجابات الصحة العقلية الشديدة هي استجابة الدماغ بشكل متناسب للمواقف التي نجد أنفسنا فيها؟

وتقول إنها كانت المرة الأولى التي تعاني فيها من الاكتئاب في وقت يعاني فيه “كل من حولي من الاكتئاب أيضا”.

لقد جعلها ذلك تفكر فيما إذا كان من “الملائم” تماما أن يشعر الناس بالاكتئاب لأننا كنا في حالة إغلاق، وكان ذلك مجرد تنبيه الدماغ للناس إلى حقيقة أن “هناك شيئا ما ليس صحيحا في حياتك، بدلاً من أن يكون ذلك بسبب خلل في التوازن الكيميائي”. وهذه هي الطريقة التي يفكر بها بعض الناس حول هذا الموضوع.

ومضت تقول: “إذا كنت تواجه صعوبات، فمن المحتمل أن يكون هناك سبب وجيه لذلك، هل يمكننا إذن أن نتوقف عن هذه الطريقة التي يسلط بها المجتمع الضوء على الناس ويعاملهم وكأنهم غريبو الأطوار؟”

وترى أن النساء هم الأكثر عرضة لذلك، وكتابها لا يحمل اسم “امرأة غاضبة” من فراغ.

وأضافت قائلة:”من خلال تجربتي، كلما ذهبت إلى الطبيب، أشعر وكأنني أحاول فقدان الوزن”.

بريوني غوردون

صدر الصورة، BRYONY GORDON

لقد كان اضطراب خفقان قلبها هو الموقف الذي كشف لغوردون عن مدى التفاوت الكبير الذي يمكن أن تواجهه المرأة في نظام الرعاية الصحية عندما تبحث عن المساعدة الطبية. ذهبت إلى المستشفى وقيل لها “‘إنها فقط هرموناتك’”.

وتسخر غوردون قائلة: “فقط هرموناتي؟ إنها أقوى المواد الكيميائية التي عرفتها البشرية”.

في نهاية المطاف، تم تشخيص حالتها بأنها تعاني من عدم انتظام ضربات القلب، وأُجري لها فحص للقلب باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية.

كان طبيب رجل هو من أجرى لها اختبار فحص القلب وبينما كان يفعل ذلك أخذ يشرح لها أيضا ما هو الترياتلون (رياضة ثلاثية تشمل السباحة والعدو لمسافات طويلة وركوب الدراجات) وكيف تنافس في إسبانيا وهي المنافسة التي كانت “حامية الوطيس”. وقد اعتبرت غوردون ذلك مثالا كلاسيكيا على “الاستعراض الذكوري”.

ومضت تقول:”لقد سمحت له بالاستمرار والاسترسال، ثم قلت له: لقد شاركت في سباق الترياتلون في سردينيا وشاركت في سباقين للماراثون، فنظر إلي وقال بصدق: يا له من أمر استثنائي”.

وتقول إن التحيز تجاه النساء والوزن هو أمر تواجهه كثيرا.

لقد كانت منفتحة بشأن اضطراب الشهية عند تناول الطعام وكيف كانت مهووسة بشراء وإخفاء وأكل عبوات النقانق الإسبانية.

ومضت غوردون قائلة:”كنت أتناول كميات هائلة وكبيرة من الطعام، وكان ذلك لمحاولة تهدئة نفسي. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرفها، في غياب الكحول، لم أتمكن من تناول مشروب لذلك قمت بالتقاط الطعام بدلا من ذلك”.

وأضافت قائلة إن الأمر جاء مصحوبا بقدر كبير من الخجل وكان من الصعب للغاية التعامل معه نظرا لأن الجسم يحتاج إلى الغذاء للبقاء على قيد الحياة.

وتقول: “إن الأمر يشبه الاضطرار إلى أخذ نمر للنزهة ثلاث مرات في اليوم، لكن التوقف عن إدمان الطعام كان سوداويا مثل الأيام الأخيرة من التوقف عن تناول الكحوليات”.

وتقول إن نمط التركيز على وزن المرأة كحل لجميع المشاكل له جانب ضار يمنع الكثير من الناس من طلب المساعدة، خاصة عندما يتعلق الأمر باضطراب الشهية عند تناول الطعام.

وتابعت غوردون قائلة: “إنها ليست قضية وزن، إنها قضية روح”.

وأضافت قائلة:”إن الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي يشعرون بالخجل، لذلك فإن القدرة على رؤية أننا نعاني من مرض ما لا تعد فشلا أخلاقيا، فجميع الأعضاء لا تعمل بشكل صحيح ونحن نتوقع ذلك، ولكن لسبب ما، الشيء الوحيد الذي نحكم عليه هو دماغنا”.

كانت طريقة غوردون للتعامل مع المشكلة هي ممارسة الرياضة. وقد أنشأت قبل ثماني سنوات منظمة مينتال هيلث ميتس التي تشجع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية على المشي والتحدث، لقد ألهمت الناس لإنشاء مجموعات في جميع أنحاء البلاد.

وستخوض في أبريل/ نيسان المقبل تحديا كبيرا لجمع الأموال لصالح مؤسستها الخيرية من خلال إدارة ماراثون برايتون وماراثون لندن والمسافة بين المدينتين.

وغالبًا ما يمزح الناس قائلين إن الجري أصبح إدمانا آخر لغوردون، لكنها على يقين من أن الأمر ليس كذلك.

وتضحك قائلة: “التمرين رائع للغاية بالنسبة للطريقة التي يجعلك تشعر بها، وليس الطريقة التي يجعلك تبدو عليها، وللأسف، لا أحتاج إلى القيام بذلك بشكل قهري كل يوم”.

ساهمت في كتابة هذا التقرير نيامه هيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *