التجرد من مصلحة الذات لأجل مصلحة الوطن
عادل محجوب على
• التجرد من تقوقع الذات داخل الخيارات المرتبطة بقضايا الوطن المصيرية ، مدخل كريم لتقديم التنازلات ، وخطوة جريئة ومهمة لتدارك ما يحيط بالوطن من مهددات .
• والنفوس التى تغمس شحها فى حبر القرارات المرتبطة بالشأن العام وتغض البصر عن التداعيات الكارثية الناتجة عن النظر تحت أرجل الذات والحزب والقبيلة بدلا عن التحديق فى أفق الوطن الرحيب هى مطية نكبات الوطن .
• وطيب النفوس وصدق العزم وجد العمل هو المخرج الآمن للخروج من الحال الراهن .
• فترميم ما خربت الممارسات السياسية اللئيمة بالدواخل النهمة التى تتسيد الأجواء بالوطن الحزين أكثر صعوبة من بناء بنية الوطن المادية التى دمرتها الحرب .
• وخروج الوطن من دمار الحرب ، التى بددت حصاد عمر الشعب وهدمت بنيان وكيان الدولة ، وظلت تدعى أطرافها إدعاءات تدحضها الممارسات سيظل أمل مرتجى .
•وعندما تلوح فى الأفق بارقة أمل للوصول لإتفاق سلام ، أى كان مصدره يجب الترحيب به والسعى للوصول عبره ، لإيقاف طاحونة الموت والدمار والمعاناة والإذلال التى ظل يتجرع علقمها الوطن وبنيه .
•وتفادى التمادى فى خطل مواقف الذات التى تزيد من إستمرار دخول الأجندة الأجنبية ، عبر ما تهش به من عصى وجذر ، ودوافع أطماع ، هو خيرا للوطن وخلاص للأطراف من اوزار تنوء بحملها الجبال ، ومدعاة لمصالحة وطنية مطلوبة .
• ودفعا لهذا الأمر فى ظل حالة السيولة الحالية والتى تسود بها رغائب نفوس ، مثقلة بوطأة الحال والتفكير فى المآل ، يتطلب الأمر تدخل إرادة الشعب الغالبة ، لتوصيل صوتها لجميع الأطراف حتى لا يباع الوطن فى سوق النخاسة العالمى ، الذى صار همسه جهرا ، والتمرغ القمىء فى مضمار التقرب لمعسكراته ، بمفاتن خيرات الوطن ، تبثه الوسائط دون حياء ويحث عليه الظلاميون وشذاذ الأفاق ويحرض له الأفاكون ، وكأننا فى جوقة عهر سياسى سكرى ، لا تتورع من السقوط فى براثن بيع الوطن لأجل انتصارات كذوب .
• واذا تعذر الدفع لهذا المخرج السليم مع واقع الحال البئيس ، عبر الطرق السلمية المجربة حيث إرادة الشعب المستنيرة الغالبة ، مشتتة بفعل الحرب فى كل أصقاع الدنيا ، مع قلة حيلة وكبت بمواقع النزوح .. وهوان بمواقع العمليات الحربية وتشاكسات وتقاطعات حزبية وتطلعات انتهازية ، وحرب إعلامية قذرة .
• فبالعالم الافتراضي متسع ، متاح ومسموع ومشاهد ، ويجب عدم تركه للغرف المصنوعة ، التى تؤجج نيران الحرب وتبث خطابات الكراهية ويستغلها أصحاب الأجندة الداخلية قصيرة النظر و المستغلة من أصحاب الأجندة الخارجية القذرة ، التى تطمع فى خيرات الوطن .
• ليدفع صوتها الداوى المحركين لنيران الحرب من كل الأطراف الداخلية والخارجية إلى رحاب الحق البين ومصلحة الوطن العظيم ، لتحقيق ما يتطلع له العقلاء ، ويخاطبه العالم وتقدم له الدعوات وتساق لأجله الوفود و يبتهل اليه بالدعوات ، السلام المستدام ، وعودة نعمة الأمن والأمان للوطن .
• ولن نقنط من رحمة الله ، وعشم عودة المتحاربين إلى رحاب الصلح خير ، للحد من عمق معاناة الوطن .
• ودعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة ، للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي عوائق للمدنيين وأهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع المستمر ، مطالبًا جميع الأطراف بوقف العنف والامتناع عن تصعيده يبدو أنها وجدت آذان صاغية .
•وإرادة الله الغالبة قد تخرج الخير من أدوات الشر ، وتزيل التمترس بقوة غطرسة اليانكى والرغبة الغالبة للمجتمع الدولى عامة ودول الجوار خاصة .
• وقد فتحت ردود القادة المعنيين على الخطاب كوة أمل بإمكانية الاستجابة .
• وجاء رد البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية بأن الحكومة السودانية تسعى جاهدة لإنهاء معاناة المواطن السوداني بشكل كامل. وشدد على أهمية تحقيق سلام دائم يتجاوز مجرد إنهاء العنف ، والتركز على معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار وتعزيز المصالحة بين أبناء الشعب السوداني. كما أشاد بخطاب بايدن الذي تناول الفظائع المرتكبة من قبل قوات الدعم السريع ، مجددًا التزام القوات المسلحة بحماية المدنيين وفقًا لمبادئ القانون الإنساني.
•وقال دقلو قائد قوات الدعم السريع في بيان صحفي : “ملتزمون بالسعي إلى حل سلمي للأزمة في السودان ، وسنواصل الانخراط في عمليات السلام. ولم تكن الحرب أبدا خيارا لنا ، وكان موقفنا ولا يزال ثابتا مع السلام والحكم المدني الديمقراطي.
• وإذا كانت هذه الردود نابعة من إرادة حقيقية صادقة ، وليس من مناورات معهودة ، وعهود مقدودة .. كما تكرر سابقا و أشار أغلب المحللين ، واذا تحرر أمراء الحرب فعلا من حمولة أثقال الذات وعرقلة التحالفات وإستمرار الهرطقة التكتيكية الفارغة بالكلمات .
• وإذا تجردوا من أدران الذات والإنتماءات وتوجهت النوايا الصادقة لمراعاة حال الوطن المنكوب ، والشعب المغلوب ، وتم بناء أفعال على هذه الأقوال تؤدى لإيقاف الحرب.
• سيكون الطريق سالكا لإيقاف قتل مزيد من الأنفس التى قتل واحدة منها بغير حق أعظم عند الله من زوال الكعبة ، كما يعلمنا دين الإسلام ، الذى يكبر المتقاتلين إظهارا للإنتماء اليه ، وبإقاف الحرب سيتوقف الدمار المستمر لمقدرات الوطن ويوضع حدا لمعاناة مواطنيه التى بلغت شأوا بعيدا.
•ومن يقف حائلا دون ذلك مخدوعا بامكانية تحقيق مآرب حزبية أو قبلية أو ذاتية ضيقة ، عليه لعنة الله والناس أجمعين الى يوم الدين .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة