البرهان خمسة أعوام في السلطة .. ما هي إنجازاته السياسية والعسكرية والاقتصادية؟!!
في يوم الخميس القادم ١١/ أبريل الحالي تجئ الذكري الخامسة علي استلام البرهان السلطة من خلفه بن عوف الذي تنحني عنها في يوم الخميس ١١/ أبريل عام ٢٠١٩م ، وهي السلطة التي اصلا ماكان يتوقع أن تؤول له دون الآخرين من ضباط في المؤسسة العسكرية وتحديدا من بين ضباط القوات المسلحة الذين أطاحوا البشير ونظامه ، ومازال لغز سبب تسليم قيام بن عوف بتسليم السلطة لبرهان الذي اصلا لا يعرف الشعب له تاريخ عسكري سواء انه كان في اليمن ضمن الكتيبة السودانية التي استاجرتها السعودية ودولة الإمارات العربية لتحارب في اليمن ضد قوات الحوثيين هو شخصية منذ أن تولي زمام الامور في البلاد قبل خمسة أعوام مضت وكل مواقفه العسكرية والسياسية تتسم بالغموض مما أدخل البلاد في حرب لم يعرف التاريخ السوداني لها مثيل من قبل.
من الاشياء المضحكة التي قالها أحد ظرفاء الخرطوم:
(عندما نتذكر عبود نتذكر غرق منطقة النوبة .. وعندما نتذكر النميري نتذكر تطبيق قوانين سبتمبر .. وعندما نتذكر البشير نتذكر فصل الجنوب.. وعندما نتذكر البرهان نتذكر هروبه الي بورتسودان”!!، لم تعد صورة البرهان محل احترام وهيبة في مخيلة ملايين المواطنين والاجانب ، وليته عمل بجد واجتهاد لازالة الصورة عنه ويعيد لنفسه ولو شيء قليل من الكاريزما ويكون صاحب شخصية عنده المهابة والتقدير ، ولكنه عن عمد وإصرار أبقي الصورة قائمة ولم يفكر في ازالتها ، كان يمكنه من خلال إنجازات سياسية واقتصادية حقيقية علي ارض الواقع أن يفرض احترامه علي الجميع ، ولكن الذي حدث أنه في أبريل ٢٠١٩م سلم كل السلطات لنائبه وجلس هو في الظل …. وبعد هروبه من القيادة الي بورتسودان عام ٢٠٢٣م سلم السلطة والجمل بما حمل الضباط الاسلاميين وتفرغ هو سفريات ورحلات في الخارج لدول أغلبها اصلا ما عندها مكانة كبيرة في الساحة الدولية.
منذ أن آلت السلطة له في ابريل ٢٠١٩م ما رايناه قد اهتم بمشاكل البلاد والمواطنين وكلها مشاكل لا تحصي ولا تعد جاءت كلها من أهل السابقة وكان البرهان واحدا منهم!!، كان الواجب عليه أن يعيد تنظيم القوات المسلحة التي خربها البشير خراب ، وأن يعيد هيبتها ومكانتها القديمة ويبدأ ب”هيكلة” الجيش ، ولكنه رفض “الهيكلة” لانها تشمل ضم قوات “الدعم السريع” داخل القوات المسلحة وهو أمر رفضه نائبه “حميدتي” رفضا شديدا فتنازل البرهان عن الفكرة ، ولم تظهر مجددا وبصورة حادة وبتوجيهات عليا!! الا في أبريل الماضي عام ٢٠٢٣م عندما شن الفريق أول ركن/ ابراهيم الكباشي العدو اللدود ل”حميدتي” حملة ضارية ضد قوات الدعم وقائدها وأعلن وقتها انه حان الوقت ليكون في البلاد جيش واحد والغاء كل الحركات المسلحة وأولها قوات “الدعم السريع”، ومن هنا بدأت أولي شرارات الحرب تشتعل بين الطرفين العسكريين حتي وصلت الي حد أن (٧٠%) من مساحة البلاد أصبحت ساحات اقتتال اولا بين القوات المسلحة و”الدعم السريع” لينضم إليها فيما بعد تنظيم المستنفرين وبراء بن مالك وقوات مناوي ومالك عقار ، بل حتي الناظر ترك قرر أن يكون في صورة المحارب عثمان دقنة وأصبح المسؤول الاول عن “المقاومة الشعبية”!!… كل هذا ولا احد يفهم لماذا لم ينزل البرهان حتي الان لساحات المعارك وتركها لياسر والصبي المصباح أبو زيد!!
ولو طرحنا سؤال للبرهان عن انجازاته خلال الخمسة أعوام من حكمه لما استطاع ان يذكر واحدة منها سوى انه زار عشر دول بعد الحرب!!، والتقى برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو!!، وحضر مراسم تشييع ملكة بريطانيا اليزابيث!!، وخطب من منصبة الأمم المتحدة!!، وقام بانقلاب ٢٥/ أكتوبر ليمنع تسليم السلطة للمدنيين!!، وهنأ الرئيس المصري السيسي بفوزه في الانتخابات الاخيرة!!
لو طرحنا سؤال للبرهان عن السلبيات في حكمه، لقال أنه لا توجد سلبيات بدليل أن الشعب يحبه خاصة بائعات القهوة!!، وانه أبعد اكثر من(٤٠٠) من كبار الضباط في المؤسسة العسكرية الذين خدموا في زمن حكم البشير!!، وأعاد العلاقات مع اسرائيل وايران ، وجلب للبلاد مسيرات وصواريخ صحيح انها استهدفت المواطنين وسكناهم بالدرجة الأولى وهذا يدل علي دقتها!!، ومنعت قوافل الاغاثة من دخول المناطق المتاثرة بالجوع والفقر!!، وتركت وزير المالية جبريل يعطي من يشاء من أموال الدولة ويحرم الموظفين والعمال وأرباب المعاشات من الحصول علي رواتبهم ومعاشاتهم، المهم عنده عدم تاخير وصول الرواتب الشهرية للجنرالات والضباط في المؤسسة العسكرية ولبعض الحركات المسلحة التي تساند الجيش في الحرب!!.
لا توجد سالب في حكمي فالكل يعيش في بحبوحة العيش بعد وصول مواد الاغاثة بكميات كبيرة ، واشتريت شقة فاخرة في تركيا وكباشي في القاهرة وما خفي اعظم من ضباط ملكوا شقق وفلل فاخرة خلال الخمسة سنوات الماضي!!، وتركت الجنيهات المزورة بملايين الجنيهات تدخل البلاد بلا رقابة او حظر!! أليس هذا كله دليل علي ايجابيات في حكمي؟!!
بدون سابق انذار فؤجئنا قبل عدة شهور مضت أن بورتسودان اصبحت العاصمة الجديدة للبلاد بدلا عن الخرطوم المنكوبة ، وان مجلس السيادة والحكومة ومقرات الدولة نقلت مهامها للعاصمة الجديدة ، كنت اتوقع ان اسمع اخبار مفرحة عنها وأن الشعب هناك سعيد بهذا الشرف الكبير ، ولكن جاءت الاخبار وأفادت ، أن بورتسودان التي فتحت ابوابها لاستقبال الجنرال الهارب من أرض المعارك في الخرطوم ، أحال حياة المواطنين فيها الي جحيم بمعنى الكلمة ، ومن رصد أخبار الحياة في بورتسودان بعد يوم الجمعة ٢٥/ أغسطس الماضي بعد وصول البرهان إليها ، يجد أنها أخبار مليئة بمعاناة السكان الذين أصبحت تحكمهم الاستخبارات العسكرية بقسوة بالغة فاقت كل الحدود ، وأصبح كل مواطن (ازرق!!) عرضة للاعتقال بتهمة التعاون لصالح قوات “الدعم السريع”، قامت الاستخبارات العسكرية بفرض حالة الطوارئ ، والي ولاية البحر الأحمر المكلف اللواء ركن م مصطفى محمد نور محمد أمر أصدر طوارئ رقم (١٦) لسنة ٢٠٢٣م والخاص بحظر التجوال في محلية بورتسودان ، والقانون الجائر نص علي كل من يخالف أحكام هذا الأمر يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنة أو الغرامة مبلغ لا يتجاوز(٣،٠٠٠،٠٠٠) جنيه فقط ثلاثة مليون جنيه أو العقوبتين معاً وفي حالة عدم الدفع السجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر.
وليت الامر وقف فقط عند سطوة الاستخبارات العسكرية ، بل مما زاد من معاناة المواطنين تعاون أعضاء تنظيم “براء بن مالك” مع الاستخبارات العسكرية في قمع المواطنين ، وتم منع التجمعات واقامة الندوات ايا كان نوعها سياسية او ثقافية!!… كل هذه الإجراءات الأمنية والحزبية من قبل الحركة الإسلامية ومازالت جارية وتزداد كل يوم اكثر حدة ، لا لشيء الا لان البرهان الهارب من أرض المعارك والقتال يقيم في بورتسودان ، ولابد من إجراءات حماية له بالغة الشدة والصرامة … سكان مدينة بورتسودان قالوا ، أن مدينتهم لم تشهد مثل هذه الاجراءات من قبل ، ولا عرفت لها مثيل منذ أن تأسست المدينة.
بل والأغرب من كل هذا في حالة نادرة وغريبة ، أن البرهان منذ لجوئه في بورتسودان لم يلتقي بصحفي سوداني او مراسل أجنبي او مندوب من احدي الوكالات أو المحطات الفضائية العالمية!! ، اغلق ابواب اللقاء معهم تماما ، ولكنه أجرى بعض اللقاءات القليلة مع بعض الصحفيين الأجانب أثناء تواجده في بعض من هذه الدول التي زارها ، والغريب في تصرفاته ايضا ، إنه عندما كان في زيارة مصر وتركيا وقطر رفض عقد لقاءات صحفية مع الصحفيين والمراسلين يطلعهم علي نتائج الزيارات.
خمسة أعوام مرت منذ أن منذ ان آلت السلطة لبرهان ، ولم تشهد البلاد خلال هذه ال( ٤٣٨٠) يوما ولا انجاز واحد سياسي او عسكري، ولا تطور العاصمة الجديدة ، بل ولا حتي حقق إنجاز إيجابي يدخل في سيرته الذاتية!!
ياترى ماذا يحمل العام السادس من مفاجأت؟!!
وقديما قالوا “من المحال دوام الحال .. وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الي حال”… عبود والنميري والبشير بن عوف مثالا.
المصدر: صحيفة الراكوبة