الامارات وممارسة الإخصاء الذهني لعبيدها في السودان

حسين ابراهيم علي جادين
إخصاء العبيد عادة قديمة بدأت من عهد الفراعنة، وللعبيد المخاصي وجود بارز في مختلف عصور العبودية حتى في الدولة الإسلامية.
وقد كان هذا الصنف من العبيد غالي الثمن لأنه يحقق لأسياده مزايا منها :
• لا يمر العبد المخصي بتقلبات البلوغ والتحولات الفكرية الناتجة عنه، فيظل وديعا منقاداً كالطفل بينما يستمر جسمه وعضلاته في النمو، فيمكن بسهولة تسخيره وتوجيه ولائه وأفكاره والاستفادة بقواه الجسمانية.
• لا تتحرك فيه مشاعر التمرد والغيرة والنخوة المرتبطة بهرمونات الذكورة تجاه سيده الذي أخصاه.
• يمكن الاطمئنان اليه خازنا على حريم وجواري أو عاهرات سيده، يجهزهن ويقدمهن لسيده دون أن تتحرك فيه مشاعر أو يتطلع لهن.
وقد اعتمدت عملية الإخصاء قديما أسلوبين، أولهما الأسلوب الجراحي، ويستأصلون فيه الأعضاء التناسلية، وتصل نسبة الموت فيه الى موت تسعة عبيد من كل عشرة. وثانيهما طريقة قبائل البغاء الغجرية في الهند التي كانت أقل إجراماً وتتلخص في عصر خصية الطفل منذ الصغر يومياً بانتظام حتى تضمر.
في العصر الحديث استخدمت نظم الحكم الدكتاتورية تقنية جديدة لإخصاء قطاعات كاملة من الشعوب المستعبدة، فيما يشبه الطريقة الهندية، لكن بمفهوم جديد وهو عصر عقل المواطن يومياً بدلاً من عصر خصيتيه، من خلال مناهج التعليم ووسائل الاعلام، وتربيته على مفاهيم الذل والخنوع والخضوع، وتقديس وعبادة العجل الحاكم، وتحريم معارضته أو مواجهته أو الخروج عليه.
باستخدام الفن والدين وفتاوى علماء السلطان أدارت النظم القمعية عملية إخصاء ممنهج لعقول العبيد أنتجت أجيالاً رضعوا من أثداء أمهاتهم الخنوع وألفوا الذل والخضوع، تدينوا بالاستكانة وتعايشوا مع البطش والإهانة، تم إخصاءهم باسم الدين والوطن، وتقديس الجيش الباسل، والشرطة الوطنية، والقضاء الشامخ، والأمن القومي، والرئيس المؤمن البطل.
عندما تقرأ عن مخاصي الجنس تجد منهم علماء وشعراء وعباقرة وأصحاب مواهب خارقة، فمنهم الرحالة الصيني تشنغ الذي قاد اسطولاً بحرياً من الصين الى سواحل أفريقيا في عصر المراكب الشراعية، ومنهم كافور الأخشيدي الذي حكم مصر، لكن عندما تتبع تاريخ مخاصي العقول على مر العصور تجدهم جميعاً بين الهمل والنكرة واللا شيء.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة