اخبار السودان

الافلاس السياسي (١)

طه هارون حامد

عندما نتحدث عن جماعة الفشل والافلاس السياسي، فإننا نشير إلى فئة من الساسة والحكومات التي تتبنى سياسات وممارسات تؤدي في النهاية إلى تدهور الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع. إن اسباب الفشل السياسي قد تكون متعددة ومتشعبة، ومنها الكذب الممنهج، التضليل، تزيف التاريخ، بيع الضمير، وغياب التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تدني الخدمات الصحية والتعليمية. تتسبب هذه السلوكيات والممارسات في تراكم المشاكل وتفاقم الأوضاع، وفي النهاية قد تؤدي إلى اللجوء إلى استخدام السلاح كوسيلة للوصول إلى السلطة أو للحفاظ عليها.

يبدأ الفشل السياسي عادة بانحراف الساسة عن مسارهم المبني على النزاهة والشفافية، حيث يتبنون الكذب والتضليل كأدوات لتحقيق أهدافهم السياسية الشخصية أو المجموعوية. يعتمدون على تزييف التاريخ وتحريف الحقائق لتبرير أفعالهم ولتضليل الجمهور حول القرارات التي يتخذونها. كما يقومون ببيع ضمائرهم من خلال قبول رشاوى والتورط في فساد مالي وإداري.

يتجاهل هؤلاء الساسة مفهوم التنمية المستدامة، وبدلاً من ذلك يركزون على الاستفادة الشخصية السريعة دون أن يأخذوا في الاعتبار الآثار البيئية والاجتماعية على المدى الطويل. يتسبب هذا الاهتمام الضعيف بالتنمية المستدامة في تدهور البنية التحتية وتراجع الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مما يزيد من حدة الفقر والتخلف في المجتمع.

عندما يصل الأمر إلى مستوى الافلاس السياسي، يلجأ هؤلاء الساسة إلى استخدام العنف والسلاح كوسيلة للحفاظ على السلطة أو للوصول إليها. يتبنون القمع وسياسات القمع لقمع أي معارضة وتكميم أي صوت ينتقدهم أو يعارض سياستهم، مما يؤدي إلى تصاعد الصراعات الداخلية وزيادة حالة عدم الاستقرار في البلاد.

بشكل عام، يمكن القول إن جماعة الفشل والافلاس السياسي تتميز بالعديد من العوامل التي تجمع بين الفساد، والضعف الإداري، والاستبداد، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع في البلدان التي يتولون فيها السلطة. لتجنب الوقوع في هذه الفخاخ، يجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية دعم الديمقراطية وحكم القانون، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة لضمان تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والاقتصادي.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *