📝 أواب عزام البوشي
يوم 29 يوليو 2025، تعقد اللجنة الرباعية المعنية بالشأن السوداني اجتماعًا بالغ الأهمية في العاصمة الأميركية واشنطن، بمشاركة الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، مصر، الإمارات والسعودية. يأتي الاجتماع في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد العمليات العسكرية داخل السودان، وظهور تحركات سياسية موازية قد تقلب المشهد رأسًا على عقب.
تشير التسريبات الدبلوماسية إلى أن الاجتماع سيضع على طاولته ثلاثة محاور رئيسية: وقف فوري لإطلاق النار، تسهيل عاجل للمساعدات الإنسانية، وطرح ملامح تسوية سياسية جديدة تتجاوز اصطفافات ما قبل 15 أبريل 2023، تاريخ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
التحركات الدولية هذه أثارت ردود فعل سريعة من أطراف نافذة في الداخل السوداني. فقد خرج أحمد هارون، أحد أبرز قادة تيار الإسلاميين، بتصريحات مباشرة تهدد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان نفسه، في حال قَبِل بأي مخرجات تفرضها الرباعية. وقال هارون إن “البرهان يمكن استبداله”، في تصعيد نادر يؤشر على صراع داخلي محتمل داخل المؤسسة العسكرية أو ما تبقى من واجهتها السياسية.
بالتوازي، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن تشكيل سلطة موازية في إقليم دارفور، عبر إعلان حكومة جديدة تم تعيين وزرائها بالفعل في خطوة وصفت بأنها تأسيس فعلي لـ”حكم موازٍ”، ينذر بتقسيم فعلي إذا لم يتم احتواؤه سياسيًا.
في ظل هذه التطورات، يكتسب اجتماع واشنطن أهمية استثنائية، ليس فقط لأنه يجمع الدول الأكثر تأثيرًا على أطراف النزاع، بل لأنه قد يكون المنصة التي تُطلق منها مبادرة الحل الشامل… أو لحظة التصدّع الأكبر.
يرى مراقبون أن مخرجات الاجتماع ستحدد شكل المرحلة المقبلة: هل يمضي السودان نحو وقف حقيقي للنار وتسوية تحظى بدعم إقليمي ودولي؟ أم تنفجر تناقضات الداخل أكثر فأكثر، بدفع من قوى ترى أن الحلول المفروضة دوليًا تهدد مصالحها ونفوذها؟
ما هو مؤكد أن يوم 29 يوليو لن يمر كأي يوم عادي في روزنامة الحرب السودانية.. بل قد يكون اليوم الذي تغيّر فيه قواعد اللعبة كليًا.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة