اخبار السودان

الاتهام الامريكي .. دوافع سياسية ام حقائق ميدانية

عبدالرحيم محمد سليمان

 

وجهت الحكومة الامريكية اتهامات للجيش باستخدام اسلحة كيميائية فى حربه ضد المتمردين والمرتزقة الافارقة الذين يقاتلون من اجل الفوضى والتغير الديمغرافي ، هذه الاتهامات رغم خطورتها تطرح العديد من التساولات حول توقيتها واهدافها ومدى مصداقيتها خاصة فى ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التى تحيط بالبلاد ، فواشنطن تزعم ان لديها ادلة على استخدام الجيش للاسلحة الكيميائية ضد المرتزقة دون تقديم تفاصيل واضحة حول طبيعة الادلة او كيفية الحصول عليها ، هذه المزاعم ان لم تثبت الحكومة الامريكية صحتها فقد تؤدي التى تصعيد دبلوماسي ونظرة مغايرة تجاه الحكومة الامريكية وربما تدفع الخرطوم للتحالف الروسي الايراني ، لان الحكومة السودانية من جانبها ترفض هذه الاتهامات بشدة وتعتبرها جزءا من حملة التضليل التى تستهدف اضعاف موقف الجيش فى الصراع وسبق ان اكدت الخرطوم ان قواتها لاتملك هذه الاسلحة المحظورة دوليا متهمة امريكا بدعم المرتزقة بشكل غير مباشر من خلال هذه المزاعم ، التى تأتي في وقت حرج يشهد تقدم الجيش في المعارك وانتزاعه لمساحات شاسعة من ايدي التمرد فى ظل التقارير التى تتحدث عن فرار القادة الميدانين الى الخارج ، وفى ظل ممارسة الحكومة الامارات بقيادة محمد بن زايد (شيطان العرب) ضغوط متزايدة لايجاد هدنة تمكن نظامه من انقاذ المتمردين الذين يتعهد برعايتهم ، ويعتقد محللون أن الامارات هى التى تضغط على امريكا للتصريح بهذه الاتهامات وذلك لزيادة الضغط على الحكومة السودانية لدفعها نحو تسوية سياسية تشمل قوات الدعم السريع المحلول ، او فى اسواء الاحوال تشكل تبرير للتدخل الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة أو لفرض عقوبات لاعادة تشكيل المشهد السياسي السوداني لصالح المصالح الاماراتية!!.

 

 

فمنذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023م ، كان النظام الاماراتي احد الفاعلين الدوليين المرتبطين بالأزمة ، من خلال دعم التمرد رغم نفي أبوظبي وتأكيد موقفها الحيادي الداعم للحل السياسي الا ان الأمم المتحدة ووسائل إلاعلام الغربية ، تؤكد ان الامارات تدعم التمرد وترسل شحنات ألاسلحة والمعدات للمتمردين إما مباشرة أو عبر وسطاء فى تشاد وليبيا .

وتقدم دعم لوجستي ومالي لحليفها حميدتي ، الذي تربطه علاقات اقتصادية وعسكرية مع الإمارات قبل الحرب ، وتستخدام الامارات فى سبيل ذلك مطارات في مناطق خاضعة للسيطرة الإماراتية في ليبيا وتشاد.

وتتقاطع المصالح الاماراتية مع التمرد للنفوذ

الاقتصادي في السودان ، فالامارات تمتلك استثمارات ضخمة في الزراعة والتعدين ، لاسيما قطاع الذهب ، حيث كان لقوات الدعم السريع المحلول دور في تأمين هذه المصالح قبل الحرب.

 

وفى الاخير سواء كانت الاتهامات الامريكية باستخدام الجيش للاسلحة الكيميائية حقيقية أم جزءًا من لعبة سياسية ، فإن المشاعر السلبية تجاه الامارات ستظل قوية من جانب الشعب السوداني الذي بات ينظر بنظرة عدائية متطرفة للنظام الاماراتي.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *