الاتحاد الأفريقي يدعو فرقاء ليبيا إلى التوقيع على ميثاق المصالحة في أديس أبابا
وبعد التأكيد على أهمية تحقيق التوافق بين مختلف مكونات الشعب الليبي وتحديد أبرز العقبات التي تعترض سبيل المصالحة الوطنية، أكد حفتر أن “استمرار الانقسام لن يؤدي إلا إلى المزيد من التدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داعيا إلى وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار،” مشددا على أن “المصالحة الوطنية يجب أن تكون شاملة، ولا تستثني أيّ طرف وأن ليبيا في حاجة إلى حلول عملية وجذرية لإعادة بناء الدولة على أسس عادلة ومستدامة.”
من جانبه، أبرز عقيلة صالح أن “المجلس يعكف على إصدار قانون شامل للمصالحة الوطنية،” واصفاً إياه بـ”بادرة طيبة للم الشمل وتوحيد الصف،” وتابع أن “تصرفات حكومة عبدالحميد الدبيبة تدفع نحو الشقاق والانفصال كونها الداعم الرئيسي للميليشيات التي تؤرق صفو العاصمة،” مبرزا أن “مجلس النواب قام بدوره وشكّل بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لجنة 6+6 التي أصدرت قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ورحب بها مجلس الأمن الدولي.”
وأكد صالح على أهمية أن تؤدي بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا دورها على أكمل وجه في سبيل حل الأزمة الليبية، معرباً عن رفضه التدخل الأجنبي السافر في الشأن الليبي، وضرورة أن يكون الحل ليبياً وبإرادة وطنية مخلصة، مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية تحقيقا لإرادة الشعب.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب أسامة حماد، أن مسارات الحوارات السياسية والمفاوضات الدولية لم تفلح في تحقيق أيّ تقدم يذكر في مسار حل الأزمة القائمة، وقال إن “أغلب الشعب الليبي قد ثار وخرج إلى الشوارع والميادين في فبراير عام 2011 للتعبير عن رغبته في التغيير والانتقال بليبيا إلى مصاف الدول الديمقراطية والمتقدمة،” مردفا “مبادرات الحل والمصالحة اصطدمت بعدم وجود إرادة حقيقية لدى الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة في حل النزاع لوضع هذه الاتفاقات والمخرجات موضع التنفيذ الحقيقي.”
وتطرق حماد إلى تفاصيل مساعٍ ليبية حقيقية لإبرام المصالحات، بدءا بتشكيل لجان وزارية لتقصّي الحقائق وحصر الأضرار. وقال إن “هذه الجهود نجحت في توقيع ميثاق مصالحة شامل بين مكوّن التبو وأهالي مرزق، إضافة إلى مصالحة تاريخية في مدينة الكفرة جنوب شرقي البلاد.” وانتقد موقف رئيسة البعثة الأممية الحالية ستيفاني خوري، مشيرا إلى أنها اتبعت نهجاً سلبيا مشابها لمن سبقوها.
وفي كلمته، وصف رئيس جمهورية الكونغو المبادرة التي تم تقديمها من قبل الجنرال حفتر بأنها “خطوة هامة نحو توحيد الليبيين.” وأكد أن “دعم الاتحاد الأفريقي لهذا المسار يعكس التزام القارة الأفريقية بإنهاء النزاع في ليبيا وتعزيز استقرارها،” معتبرا أن “المبادرة تمثل أساسًا قويًا يمكن البناء عليه لتحقيق أهداف المصالحة،” مشددا على “أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لدعم هذه المساعي.”
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في طرابلس قال نغيسو إن “أفريقيا وفي كل المناسبات ما انفكت تعمل على حشد جهودها إلى جانب الشعب الليبي للوصول إلى مصالحة وطنية ترضي كل الأطراف وتحقق الأمن والاستقرار والسلام لليبيا.”
من جانبه، أكد المنفي على التزام المجلس الرئاسي بكل المخرجات للمضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية، وعلى تعاون ليبيا مع الدول المجاورة لأنه يمثل ركيزة أساسية للاستقرار في البلاد، وقال إنه “ناقش مع رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، سبل التقدم نحو إجراء الانتخابات،” مشيرا إلى أن “المصالحة الوطنية الشاملة ستوفر الأرضية المناسبة لتنفيذ استحقاق نزيه وشفاف،” مردفا “نؤكد من خلال اجتماعنا أن استقرار ليبيا ينعكس على استقرار المنطقة والقارة الأفريقية.”
واعتبر المنفي أن المصالحة الوطنية هي الأساس لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وأن المجلس الرئاسي ملتزم بكل المخرجات لإنجاح المصالحة الوطنية في ليبيا، وذلك بالتعاون مع الشركاء الدوليين، لتعزيز الجهود المبذولة لتحقيق تسوية شاملة بين جميع الأطراف في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، داعيا الأطراف كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية، وتقديم التنازلات للوصول بليبيا إلى بر الأمان، متعهدا بإيلاء ملف المصالحة الوطنية اهتماما كبيرا خلال الاجتماعات المقبلة.
وخلال لقائه الرئيس الكونغولي بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ملف المصالحة الوطنية في ليبيا الذي يتولاه الاتحاد الأفريقي، وسبل دفعه قدما، وأكد أن الانتخابات هي الحل الوحيد للصراع السياسي الراهن، مشيرا إلى أن الخلاف الحقيقي لا يوجد بين أبناء الشعب الليبي، بل هو محصور بين الطبقة السياسية الحاكمة.
وأكد الدبيبة ونغيسو على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم مسار المصالحة الوطنية، في إطار التزام الاتحاد الأفريقي بمساندة ليبيا خلال هذه المرحلة الحساسة، وناقشا فكرة مقترح ميثاق المصالحة الوطنية الذي سيطرح للتوقيع في قمة أديس أبابا.
المصدر: صحيفة الراكوبة