الاتحاد الأفريقي يحذر من مغبة “ترسيخ حكم موازٍ” في السودان، ويرفض إعلان الدعم السريع تشكيل حكومة من طرف واحد، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بها..
الخرطوم: التغيير: وكالات
دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، اليوم الأربعاء، إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذّرًا من أن الخطوة تشكّل تهديدًا لوحدة البلاد وتُقوّض جهود السلام.
وقال المجلس في بيان رسمي، إن إعلان تشكيل حكومة موازية يُمثّل “محاولة لتقسيم السودان”، مطالبًا دول القارّة والمجتمع الدولي بعدم التعامل معها.
وأعرب المجلس عن “قلقه البالغ من التصعيد العسكري والانقسام السياسي” في البلاد.
والسبت الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع، تشكيل حكومة انتقالية من جانب واحد، تضم مجلسًا رئاسيًا برئاسة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” وتعيين رئيس وزراء مدني، وذلك استنادًا إلى ما يسمى “الميثاق السياسي” الموقع مع حركات مسلحة ومكونات مدنية في العاصمة الكينية نيروبي، في فبراير الماضي.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها محاولة من الدعم السريع لترسيخ حكم موازٍ في مواجهة الحكومة الانتقالية المعترف بها، بقيادة عبد الفتاح البرهان، والتي تسيطر حاليًا على شمال السودان وشرقه ووسطه، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
وتسيطر قوات الدعم السريع قبضتها على أغلب مناطق إقليم دارفور وأجزاء واسعة من كردفان، وسط اتهامات بارتكابها هجمات ذات طابع عرقي أودت بحياة المئات خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية.
بالمقابل، وفي مايو الماضي، أصدر القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مرسومًا دستوريًا بتعيين كمال الطيب إدريس رئيسًا للوزراء، ليكون أول رئيس وزراء منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وجاء التعيين في خضم تصاعد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، في محاولة من المؤسسة العسكرية لتقديم صورة “مدنية” للسلطة الحاكمة، بهدف كسر العزلة الدولية واستعادة الشرعية الإقليمية.
إدانة التدخلات الخارجية
كما أدان الاتحاد الأفريقي التدخلات الخارجية في النزاع، معتبرًا أنها تُذكي الصراع وتُقوّض قرارات مجلس الأمن.
ويأتي ذلك في ظل اتهامات متكررة للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبو ظبي، رغم تداول تقارير دبلوماسية غربية تدعم تلك المزاعم.
ويخوض السودان منذ 15 أبريل 2023 حربًا شاملة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد تفجر الخلافات داخل المعسكر العسكري الحاكم في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المدنية عام 2021.
واندلع القتال بدايةً في العاصمة الخرطوم، قبل أن يمتد بسرعة إلى دارفور وكردفان ومناطق أخرى، متسببًا في أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة، إذ خلّف أكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، وتسبب في مقتل عشرات الآلاف، إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة، وشلل في الخدمات الصحية والتعليمية، وانقطاع الكهرباء والمياه في مناطق واسعة.
وتسيطر قوات الدعم السريع اليوم على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان، بينما يحتفظ الجيش السوداني بالسيطرة على أجزاء من الخرطوم الكبرى وولايات الشمال والشرق والوسط.
المصدر: صحيفة التغيير