اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
لعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في تمويل وتسليح مليشيا الدعم السريع، مستغلة نفوذها لتسهيل جرائم الحرب، بما في ذلك القتل الجماعي، التطهير العرقي، واستخدام الاغتصاب كسلاح. لم يقتصر دورها على إمداد المليشيا بالأسلحة، بل شمل أيضًا تجنيد المرتزقة من كولومبيا ودول أخرى، ونقلهم عبر ليبيا وتشاد للقتال في السودان، مما يثبت تورطها المباشر في الإبادة الجماعية.
إلى جانب الدعم الإماراتي، قام وكلاء إقليميون مثل محمد ديبي (تشاد)، وويليام روتو (كينيا)، وخليفة حفتر (ليبيا) بلعب دور محوري في نقل الأسلحة وتدفق المرتزقة، مما يجعلهم شركاء في الجرائم. فقد سمح ديبي بمرور الأسلحة عبر تشاد إلى دارفور، بينما قدم روتو الدعم السياسي وسهّل وصول الأسلحة عبر موانئ كينيا، وحوّل حفتر شرق ليبيا إلى مركز إمداد عسكري لمليشيا الدعم السريع.
تمكنت المليشيا من ارتكاب مذابح واسعة في دار مساليت والجنينة، بفضل الدعم العسكري الإماراتي، حيث كشفت تقارير عن شحنات أسلحة وطائرات مسيّرة تم إرسالها مباشرة إلى قوات الدعم السريع. وعلى الرغم من محاولات الإمارات تقديم نفسها كدولة محايدة، فإن تورطها العميق في الحرب السودانية يجعلها مسؤولة عن الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين.
كشفت التقارير الأخيرة أن الإمارات لم تكتفِ بتسليح المليشيا، بل قدمت دعمًا ماليًا مباشرًا لقيادات الدعم السريع، ما ساعدهم على استقطاب المزيد من المقاتلين وشراء ولاءات داخل السودان وخارجه. كما استخدمت الإمارات نفوذها الدبلوماسي لتخفيف الضغط الدولي على المليشيا، متجنبة أي إدانة رسمية رغم وضوح دورها في تأجيج الصراع.
وفي ظل هذا الدور التخريبي، لم يكن تأثير الإمارات مقتصرًا على الجوانب العسكرية فقط، بل امتد إلى التلاعب بالاقتصاد السوداني. فقد ساهمت في تهريب الذهب عبر مليشيا الدعم السريع، مما أضعف الاقتصاد السوداني ومول عمليات الحرب. هذه الاستراتيجية تكررت في أماكن أخرى من العالم حيث تدعم الإمارات أمراء الحرب والمليشيات لإدامة نفوذها الإقليمي.
اتخذت الحكومة السودانية خطوة مهمة برفع دعوى قضائية ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية (ICJ)، لكن لتحقيق العدالة الكاملة، يجب توسيع القضية لتشمل الضباط الميدانيين والمسؤولين الإماراتيين الذين سهّلوا الدعم العسكري، بالإضافة إلى القادة الإقليميين الذين لعبوا دورًا في استمرار الحرب.
في الوقت نفسه، تواصل مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات إحراق القرى جنوب الفاشر، وتنفيذ هجمات وحشية في الجزيرة وأم درمان، في محاولات يائسة لتعويض خسائرها الميدانية. ورغم ذلك، فإن مشروع الإمارات الفاشل في السودان لن ينجح، فالمليشيا تتعرض لهزائم متتالية، وانتقامها من الأبرياء هو مجرد دليل على ضعفها.
الإمارات ودورها في إبادة السودان: قضية العدالة ضد الضباط الميدانيين والوكلاء الإقليميين
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة