الإصطفاف الواجب لسد الطريق أمام الحالمين باسترداد الحكم بالقوة
نورالدين مدني
حذرنا من تأجيج الخلاف بين القوات المسلحه وقوات الدعم السريع كما حذرنا من تاجيج الفتن المجتمعيه بين مكونات الدولة المدنيه والعسكرية ووسط مكونات الامه السودانية لكن للأسف غلبت شهوة السلطة على صوت العقل وحدث ما حدث.
للأسف لازالت الاشتباكات مستمره بين الطرفين المتحاربين على السلطه كلٍ يدعي السيطره على الموقف فيما تستمر المهددات على المواطنين المدنيين الذين لا ناقه لهم ولا جمل في هذه المعركه العدمية.
ليس أمامنا سوى تجديد مناشدتنا للقوات المتصارعه على السلطه للاستجابه لصوت العقل ووقف نزف الدم العشوائي الذي طال المواطنين الأبرياء ، دون أن يعني ذلك التراجع عن عمليه الإصلاح الأمني اللازمه لتأمين قومية القوات المسلحه والقوات النظامية الأخرى عبر استعجال تنفيذ عمليه التسريح وأعاده الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية بلا مماطله أو محاولات لكسب الوقت لفرض واقع مخالف.
إن المعركه الحقيقيه ليست بين الطرفين المتحاربين وإنما بين أنصار التحول الديمقراطي والسلام والعدالة وبين أعداء الثوره الشعبيه ، كما ان الخلاف ليس مع القوات المسلحه وإنما مع الانقلابيين في الطرفين ومن والآهم من الفلول والمرتزقة.
لذلك يظل التحدي الأول أمام قوى الثورة الحزبية والمهنيه والمجتمعيه هو دفع الحراك الجماهيري الثوري لاسترداد الديمقراطية وليس الركون لنتائج هذه المعركه العدميه التي تتم بلا هدى ولا بصيره مثل انقلابهم الذي ظل معلقا في الهواء بلا حكومه ولا حاضنه سياسيه.
ان الاصطفاف الواجب ليس مع هذا الطرف ضد الآخر إنما هو اصطفاف قوى الثوره وتماسكها لاسترداد الديمقراطية وسد الطريق أمام الحالمين بعودة الذين اسقتطهم ثوره ديسمبر المجيدة .
المصدر: صحيفة الراكوبة