الإتحاد الافريقي ومنبر المجاملة!! السودانية , اخبار السودان
صباح محمد الحسن
يفصل خياط التفاوض بجدة رداءً سياسيا واسعاً على مقاس أحلام الذين ينشدون وطنا آمناً ومستقرا ، ويحلمون بحكم مدني ديمقراطي ويحرص الخياط على (قص) كل الإضافات العسكرية والكيزانية غير المرغوب فيها ، حتى يكون التفصيل مناسباً يليق بتحرير هذا الوطن المخنوق بقبضتهم وهذا مايجعل الفلول تمارس الكر والفر في ساحة التفاوض
فبعد أن طرقوا كل الأبواب وأقيمت لهم منابر موازية وجدوا ان المجتمع الدولي يقف لهم بالمرصاد ، وحول جريان كل المبادرات الي مصب نهر التفاوض بجدة
فقمة دول الجوار كانت عبارة عن خطوة شكلية أرادت بها مصر أن تقول انها على عهدها معهم ولكنها تعلم انها (خلعت) إن كان بكامل رغبتها أو بنصفها ، المهم أنها فعلتها بأسلوب ناعم
الأمر الذي جعلهم يعودون الي الاتحاد الأفريقي بعد مراجعة دفاتر الحسابات القديمة وإنعاش علائق الصداقات التي تجمعهم ببعض الأشخاص من عضوية الإتحاد ، وقليل من المصالح المشتركة
فالمعلومات تقول إن قيادات إسلامية (الحمائم وليس الصقور) من العهد البائد هي من طلبت من الاتحاد الافريقي إقامة منبر للحوار باديس أبابا وبمشاركة الايغاد قرر له ان يكون في يوم ٢٥ أغسطس الجاري
ولأنهم هم أصحاب الفكرة لذلك يأتي دورهم اكبر من المشاركة ، فهم من يقوم بالإعداد والتحضير بإعتبارهم الجهة المنفذة للمنبر وإن ممثلي الإتحاد الافريقي والايغاد سيأتوا كضيوف في منبر (صوري)
وتأتي إستجابة الاتحاد لهذه الدعوة لإستضافة منبر كيزاني كإستجابة مصر للمحافظة على الدور التاريخي للإتحاد ، لذلك أن المنبر لايتعدى كونه منبرا (معنويا) لدعم القيادات الإسلامية المحبطة ، لكنه لن يثمر عن أي نتائج فالاتحاد الافريقي وايغاد سجلت الموقف الافريقي وكتبت إسمها على دفتر الحضور بجدة والتزمت دوليا بدعمها لعودة الحكم المدني وباركت الإيغاد الحلول السياسية المطروحة،
كما أن الوساطة السعودية الامريكية قطعت شوطا كبيرا في التفاوض بين الجانبين في جلسات سرية مغلقة ، وتجاوزت مرحلة (الحرد) وخرجت في مهمة رسمية لزيارات خاصة للدول الممانعة أو التي يساورها الشك والتردد والخوف من المقترح السياسي القادم فتكفلت أمريكا عبر وزارة خارجيتها بعملية إقناع مصر للقبول بالعملية السياسية القادمة ، وبدأت مصر الآن تعمل على إسكات الصوت الإستخباراتي والإعلام الناطق بإسمه حتى تعبر المركب.
وتكفلت السعودية بدولة جنوب السودان وأرسلت الي جوبا المستشار بالديوان الملكي السعودي أحمد بن عبد العزيز قطان الذي يحمل رسالة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان .
فالعين السياسية الفاحصة لايفوت عليها أن مايطرح في منبر جده هو منصة الإنطلاق الي رحاب أكبر يمكن أن يسع كل احلام السودانيين عدا فلول النظام البائد التي غادرته من فرط صدمتها لما جاء فيه
تلك الصدمة التي حولتها الي (سيد الرايحه) .
لذلك أن منبر أو قمة أديس أبابا لإرضاء الفلول هو آخر محطات المجاملة التي ستكون عتبة التلويح بالوداع الأخير !!.
طيف أخير:
لجنة لتقصى الحقائق في جرائم قوات الدعم السريع بها من الأسماء من يستحق التحقيق معه !! لنا عودة.
نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية
المصدر: صحيفة التغيير