أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء تصاعد الصراع في السودان، وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية في جميع أنحاء البلاد في ظل الصراع المستمر منذ 842 يوما.

وأشار المكتب إلى استمرار القتال العنيف في ولاية شمال دارفور، مع ورود تقارير متعددة عن سقوط ضحايا من المدنيين في الأيام الأخيرة.

وفي الفاشر، عاصمة الولاية، اندلعت اشتباكات يومي 1 و2 أغسطس، في أعقاب قتال سابق بين الجماعات المسلحة، بما في ذلك حول مخيم أبو شوك للنازحين الذي يؤوي 25 ألف شخص.

جوع في الفاشر

ويواجه سكان الفاشر الجوع الشديد. وبعد مرور عام على تأكيد المجاعة في مخيم زمزم على مشارف الفاشر، لا تزال المدينة تحت الحصار، مع انقطاع إمدادات الغذاء عن طريق البر لأكثر من عام.

وتزيد أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة الرفيعة والقمح بأكثر من أربعة أضعاف الأسعار في الأماكن الأخرى في السودان، مما يجعل العديد من العائلات غير قادرة على تحمل تكلفة حتى أبسط المواد الغذائية. ويستمر تقديم مساعدات نقدية محدودة، لكنها لا تكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة، كما قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة.

وفي ولاية شمال كردفان، أفادت التقارير كما قال حق في مؤتمره الصحفي اليومي بتبادل السيطرة على بلدة أم صميمة عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة، مما يُبرز هشاشة الأوضاع على خطوط المواجهة. ولا يزال المدنيون محاصرين، ويستمر فرض قيود مشددة على وصولهم إلى المساعدات.

في غضون ذلك، يستمر مرض الكوليرا في الانتشار بسرعة في جميع أنحاء دارفور. ففي شمال دارفور، وتحديدا في محلية طويلة، تم الإبلاغ عما يقرب من 1200 حالة إصابة منذ أواخر يونيو/حزيران، بما في ذلك حوالي 300 إصابة بين الأطفال وما لا يقل عن 20 حالة وفاة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن حياة أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة معرضة لخطر متزايد بسبب العنف والمرض والجوع في المنطقة.

ألغام في الخرطوم

وقال فرحان حق إن تأكيد وجود الألغام الأرضية في مواقع متعددة في ولاية الخرطوم، يُضيف مستوى جديدا وخطيرا إلى التهديدات التي يواجهها المدنيون بالفعل.

وأشار إلى اكتشاف ألغام مضادة للأفراد والمركبات في المقرن وأم درمان وبحري. وقال إن تلك العبوات لا تُشوه المدنيين وتقتلهم فحسب، بل تعيق أيضا الوصول إلى الخدمات الصحية والأسواق والمساعدات الإنسانية.

يُذكر أن مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إديم وسورنو، تزور السودان هذا الأسبوع لتقييم الوضع الإنساني ولقاء مسؤولين محليين وشركاء في المجال الإنساني وأشخاص متضررين من الأزمة.

ومن المقرر أن تتحدث إلى الصحفيين في نيويورك ظهر يوم الجمعة عبر الفيديو من بورتسودان.

دبنقا

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.