الأمم المتحدة تنتقد إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات في غزة وخمسة قتلى خلال إنزال جوي
الأمم المتحدة تنتقد إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات في غزة وخمسة قتلى خلال إنزال جوي
انتقد خبير بالأمم المتحدة جهود الولايات المتحدة لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية لغزة ومنها خطة إنشاء ميناء مؤقت وإنزال المساعدات جوا، في وقت قُتل فيه خمسة فلسطينيين خلال إحدى عمليات الإنزال الجوي في القطاع الجمعة.
ووصف الخبير تلك الجهود بأنها أساليب “عبثية ومثيرة للسخرية” طالما استمرت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
ووسط تحذيرات من خطر مجاعة بعد مرور خمسة أشهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس، قام الجيش الأمريكي بإسقاط جوي لوجبات غذائية على غزة، كما يخطط لإنشاء ميناء مؤقت لواردات المساعدات على ساحل البحر المتوسط.
“عمليات الإنزال الجوي لن تفعل شيئا لإبطاء المجاعة”
قال مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، للصحفيين في جنيف، إن عمليات الإنزال الجوي على وجه الخصوص “لن تفعل شيئا يذكر للتخفيف من سوء التغذية الناجم عن الجوع، ولن تفعل شيئا لإبطاء المجاعة”.
وحذر فخري من “الفوضى المصاحبة لتدافع السكان الذين يتضورون جوعا للحصول على الإمدادات”. وذكر أن فكرة الميناء لم يطلبها أحد، واصفا الإنزال الجوي والميناء بأنهما “ملاذ أخير” بعد أن تفشل كل الوسائل والسبل.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وأضاف “الوقت الذي تلجأ فيه الدول لعمليات الإنزال الجوي، وهذه الأرصفة البحرية، عادة إن لم يكن دائما، يكون عندما تريد إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق العدو”.
وقال فخري، وهو أستاذ القانون المكلف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتوثيق وتقديم المشورة بشأن الأمن الغذائي العالمي، إن “مثل هذه الأساليب لا معنى لها في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن تقديم الدعم العسكري لإسرائيل”.
وينص مشروع قانون أمريكي على تقديم 17.6 مليار دولار إضافية من المساعدات العسكرية الجديدة لإسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه حربها ضد حماس ردا على هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
خمسة قتلى بسقوط صناديق مساعدات
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن “عمليات الإنزال الجوي العشوائية للمساعدات الإنسانية تسببت في مقتل خمسة فلسطينيين وعدة إصابات عندما وقعت على رؤوس المواطنين نتيجة الإنزال الخاطئ”.
وأضاف المكتب الإعلامي في بيان، أن “عمليات الإنزال الجوي غير مجدية، وليست الطريقة المثلى لإدخال المساعدات”.
كما أشار إلى أن جزءا من هذه المساعدات يقع في البحر، بينما يقع جزء آخر بالقرب من السياج الفاصل أو المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، أو داخل الأراضي الفلسطينية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: “نكرر ما ذكرناه سابقاً بأن عمليات إنزال المساعدات بهذا الشكل تأخذ صفة الاستعراضية والدعائية أكثر من صفة الإنسانية والآدمية والخدمية، وأنها وقعت اليوم فيما حذرنا منه سابقاً بأنها تشكل خطر الموت على حياة المواطنين في قطاع غزة وهذا ما وقع فعلياً عندما وقعت على رؤوس المواطنين نتيجة الإنزال الخاطئ كما ظهر في الفيديوهات المنتشرة”.
الاتحاد الأوروبي: قد يبدأ العمل بالممر البحري نهاية الأسبوع
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه يمكن بدء العمل بممر المساعدات البحرية إلى غزة مع نهاية الأسبوع.
وتغادر شحنة تجريبية قبرص الجمعة.
وأيدت عدة دول عربية وغربية قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
ويأتي إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستقيم ميناء مؤقتا في غزة، كما صرحت الأمم المتحدة بأن ربع سكان غزة على حافة المجاعة وأن الأطفال يتضورون جوعاً حتى الموت.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لا يمكن أن تكون ورقة مساومة، داعيا إسرائيل إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال بايدن إنه وجه الجيش الأمريكي لإنشاء ميناء مؤقت في غزة بهدف إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع، وسيكون الرصيف المؤقت قادرا على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة.
يأتي ذلك بعد وصول محادثات القاهرة إلى طريق مسدود، ومغادرة وفد حركة حماس العاصمة المصرية، بعد مشاورات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة بوساطة مصرية، قطرية وأمريكية.
ولم ترفض إسرائيل إنشاء الممر البحري وقال متحدث باسمها، إن المساعدات سيتم تسلميها بعد إجراء عمليات التفتيش الأمني “وفقاً للمعايير الإسرائيلية”.
دول داعمة للممر المائي
في بيان صحفي مشترك أعلنت المفوضية الأوروبية وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا واليونان، تأييدها للولايات المتحدة بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر يعاني قطاع غزة المحاصر من 16 عاماً من منع دخول ما يكفي سكانه من مساعدات إنسانية وانقطاع في المياه والكهرباء، مما أدى لكارثة إنسانية وصلت لوفاة البعض بسبب الجوع خاصة في شمال القطاع.
ويعيش في شمال غزة ما يقدر بنحو 300 ألف فلسطيني مع القليل من الطعام والمياه النظيفة.
يقول البيان المشترك إن “الوضع الإنساني في غزة مأساوي، إذ هناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية”.
وأضاف: “لهذا السبب، تعلن اليوم المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن عزمها فتح ممر بحري لتوصيل الإمدادات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها. بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق البحر”.
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في تصريحات يوم الجمعة إن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة لفتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة.
وقال كاميرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي “إلى جانب الولايات المتحدة، تعلن بريطانيا وشركاؤها فتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة”.
وكانت قبرص أعلنت في وقت سابق عن إنشاء مبادرة “أمالثيا”، لتحديد آلية لشحن المساعدات بشكل آمن من قبرص إلى غزة عبر البحر، وسيكون جزءاً من تمكين الجهد المشترك لإطلاق ممر بحري.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن ممر قبرص البحري يهدف لنقل “المساعدات لقطاع غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية”، على أن يكون الممر “مستداماً ويساهم بشكل رئيسي في رفع المعاناة عن المدنيين في غزة”.
وفي حديثها في قبرص، قالت فون دير لاين إن غزة “تواجه كارثة إنسانية”، وإن الممر البحري سيمكن من إيصال كميات كبيرة من المساعدات الإضافية.
وأضافت أن الشحنة التجريبية من المساعدات ستأتي بالتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة المساعدات العالمية للمطبخ المركزي.
الخطة لا تتطلب نزول العسكريين إلى الشاطئ
قال بايدن إن القوات الأمريكية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
لكنه لم يحدد كيفية عمل الميناء في غياب عسكريين أمريكيين على الأرض في غزة، غير أنه في وقت سابق أشار مسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى أن “شركاء وحلفاء” بالإضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة سيشاركون في تنفيذ المشروع.
وأضاف أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل الولايات المتحدة معهم بشأن المتطلبات الأمنية.
وكانت إسرائيل قد طرحت خطة مشابهة في الأسابيع الأولى للحرب، وقالت واشنطن إنها تعمل بشكل وثيق مع الإسرائيليين لتنفيذ الخطة. لكنها لم تحدد إن كانت إسرائيل ستقدم مساعدة أو دعما مباشرا لبناء الرصيف أو تشغيله.
ومن غير الواضح بعد أين تنوي إدارة بايدن بناء الميناء أو الرصيف العائم الجديد قبالة غزة، لكن سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي الذي يتمتع بخبرة طويلة في البناء السريع للمنشآت العائمة، سيتولى بحسب مسؤولي البيت الأبيض بناء المنشآت قبل نقلها إلى الساحل بالقرب من شواطئ غزة.
وقال المسؤولون إن السفن، وهي ضخمة وكبيرة، وتحتاج إلى حراسة مسلحة نظرا لبطء إبحارها، خاصة عندما تصل إلى نطاق ساحل غزة، لذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على بحث كيفية ضمان حمايتها أثناء بناء الرصيف.
المصدر: صحيفة الراكوبة