الأمم المتحدة: المشهد الإنساني في السودان لا يزال قاتما
الأمم المتحدة وصفت المشهد الإنساني في السودان بأنه لا يزال قاتماً بعد ثلاثة أشهر من القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع.
التغيير: وكالات
بمناسبة مرور ثلاثة أشهر على بدء القتال في السودان، جددت الأمم المتحدة الدعوة لجميع الأطراف لوقف الاقتتال ومعالجة جميع المسائل الخلافية عن طريق الحوار.
واندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، وتسبب في مقتل مئات الأشخاص وجرح الآلاف، فضلا عن إجبار آلاف آخرين على مغادرة منازلهم.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة تواصل مع شركائها تقديم المساعدة الإنسانية الحيوية للمتأثرين من الحرب بما في ذلك الإمدادات الصحية والبذور للزراعة، على الرغم من استمرار انعدام الأمن والعوائق البيروقراطية.
ويسّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هذا الأسبوع نقل 26 شاحنة إلى مواقع مختلفة في السودان. أوصلت عشر من هذه الشاحنات مساعدات إلى شمال وجنوب كردفان، فيما توجهت بقية الشاحنات إلى أماكن في شرق السودان.
الوصول إلى الرعاية الصحية
نقلاً عن الزملاء العاملين في المجال الإنساني، حذر دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي، الجمعة، من أن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال محدودا بسبب القتال المستمر، فضلا عن نقص الإمدادات أو بسبب تضرر المرافق أو احتلالها والاعتداءات على الطاقم الطبي.
فقد تحققت منظمة الصحة العالمية خلال الأشهر الثلاثة الماضية من حوالي 50 هجوما على الرعاية الصحية.
وقال دوجاريك إن عدم الحصول على الرعاية الصحية في أجزاء كثيرة من السودان يفاقم الخطر المتزايد بتفشي الأمراض، مشيرا إلى أن هذه الأخطار تتزايد بشكل خاص مع بداية موسم الأمطار.
وضع إنساني قاتم
ووصف ستيفان دوجاريك المشهد الإنساني في السودان بأنه لا يزال قاتما، حيث يجعل الوضع الأمني المتدهور والقيود المفروضة على الوصول من قبل الأطراف المتحاربة من الصعب للغاية زيادة المساعدة التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي.
وقال إن البرنامج قدم المساعدات الغذائية إلى ما يقرب من 500 ألف رجل وامرأة وطفل في وسط وشرق وشمال وجنوب دارفور، وذلك منذ بدء الأعمال العدائية.
إلا أنه قال إن “منطقة غرب دارفور كانت من أكثر المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في البلاد حتى قبل اندلاع الصراع الحالي. ومع ذلك، تواصل وكالاتنا جهودها للوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها”.
وأكد البرنامج إنه يدعم أكثر من 1.4 مليون شخص في جميع أنحاء السودان بالمساعدات الغذائية والتغذوية على الرغم من استمرار القتال وتحديات الوصول في 14 من ولايات البلاد الثمانية عشر، بما في ذلك بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور.
الفاو توزع البذور
وفي خبر متصل، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) حملتها الطارئة لتوزيع البذور للوصول إلى المزارعين في المناطق الرئيسية، مما يضمن حصولهم على الموارد اللازمة لتلبية احتياجات الإنتاج الغذائي. ويأتي ذلك استجابة للحاجة الملحة لاستمرار موسم إنتاج المحاصيل الرئيسي في البلاد.
وردا على أسئلة الصحفيين، قال دوجاريك إن هناك عدداً من المبادرات لإنهاء الصراع في السودان وشدد على أن الأمم المتحدة تدعم أي مبادرة “لمحاولة وضع حد للآلام الرهيبة ومعاناة الشعب السوداني”.
المصدر: صحيفة التغيير