ورغم التحديات، لفت البرنامج إلى أن نقص التمويل دفعه إلى تقليص الحصص الغذائية، مما أجبره على تركيز الدعم على 2.5 مليون شخص فقط من بين الأكثر احتياجًا، وهو ما يمثل نحو 30% من العدد الكلي لمن هم بحاجة ماسة.
التغيير: وكالات
أعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، بدء عمليات إسقاط جوي لمساعدات غذائية طارئة في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، حيث دفعت الصراعات المتصاعدة منذ مارس الماضي آلاف الأسر إلى النزوح، ودفعت العديد من المجتمعات المحلية إلى حافة المجاعة.
وأوضح البرنامج أن هذه التوزيعات الجوية تمثل أول استجابة إنسانية له في هذه المناطق منذ أكثر من أربعة أشهر، مستهدفًا إيصال الغذاء والمساعدات التغذوية المنقذة للحياة لأكثر من 40 ألف شخص يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية في مقاطعتي ناصر وأولانغ، وهما منطقتان نائيتان لا يمكن الوصول إليهما إلا عن طريق الجو بسبب انعدام الأمن.
وقالت ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، إن “العلاقة بين النزاع والجوع تتجلى بشكل مأساوي في أعالي النيل، وقد كشفت الأشهر الأخيرة عن تدهور مقلق في الأوضاع الإنسانية. وإذا لم تُعزز المساعدات بشكل فوري، فإن مناطق بأكملها مهددة بالانزلاق إلى مجاعة شاملة”.
وأشار البرنامج إلى أن أكثر من مليون شخص في ولاية أعالي النيل يواجهون حالياً انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، من بينهم نحو 32 ألف شخص يعانون من الجوع على مستوى الكارثة، وهو أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي. وقد تضاعف عدد هؤلاء ثلاث مرات منذ اندلاع القتال في مارس، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة داخل الولاية وخارجها، شملت نحو 50 ألف شخص فرّوا إلى إثيوبيا، حيث يتلقون مساعدات طارئة.
وأكد البرنامج على ضرورة إعادة فتح الطرق النهرية الحيوية المؤدية إلى ولاية أعالي النيل، التي لا تزال مغلقة منذ منتصف أبريل نتيجة استمرار المعارك، مشيرًا إلى أن الوصول البري والنهري أمر أساسي لضمان تدفق المساعدات واستمرار دعم الأسر المتضررة.
وأضافت ماكغروارتي: “لقد لمسنا تحسنًا ملموسًا في المناطق التي استطعنا إيصال المساعدات إليها بانتظام، كما حدث في ولاية جونقلي خلال النصف الأول من العام، ونحن قادرون على تكرار هذا النجاح في أعالي النيل إذا سُمح لنا بالوصول”.
ورغم التحديات، لفت البرنامج إلى أن نقص التمويل دفعه إلى تقليص الحصص الغذائية، مما أجبره على تركيز الدعم على 2.5 مليون شخص فقط من بين الأكثر احتياجًا، وهو ما يمثل نحو 30% من العدد الكلي لمن هم بحاجة ماسة.
ودعا البرنامج إلى توفير تمويل عاجل بقيمة 274 مليون دولار أمريكي لضمان استمرار عملياته المنقذة للحياة حتى نهاية ديسمبر المقبل، محذرًا من أن التأخر في الاستجابة سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعرض مزيدًا من الأرواح للخطر.
المصدر: صحيفة التغيير