الأغذية العالمي: نواجه نقص تمويل لعملياتنا بالسودان قدره 459 مليون دولار
كشف برنامج الأغذية العالمي عن فجوة تمويلية لعملياته في السودان، تقدر بـ459 مليون دولار، حتى ديسمبر القادم.
وأقرت مسؤولة الاتصالات ببرنامج الأغذية العالمي في السودان، ليني كنزلي، بأن ضعف التمويل حال دون استيعاب العدد الكامل للمسجلين في الدعم النقدي بولاية الخرطوم، والبالغ 85 ألف شخص. وقالت في تنوير عبر الإنترنت مع نقابة الصحفيين يوم الثلاثاء: “لم يُحدد زمن وصول المساعدات للأشخاص الذين لم تصلهم بعد”. وأوضحت أن البرنامج يواجه صعوبات في تضمين باقي الأشخاص بسبب محدودية التمويل، وقطع الاتصالات، والتحديات اللوجستية التي تعوق إيصال المساعدات.
وأشارت إلى أن البرنامج، من المتوقع أن ينظر في توسيع نطاق التسجيل ليشمل ولايات أخرى وعددًا أكبر من المحتاجين وأضافت: هذه هي المرة الأولى التي يُطبق فيها نظام التسجيل الذاتي للمستفيدين، وأن تركيز التسجيل في العاصمة كان تجريبيًا ولشريحة محددة.
وأكدت كنزلي أن الأغذية العالمي، يدعم عددًا من المطابخ المركزية لتغطية الفجوة الغذائية ومنع المجاعة في ولاية الخرطوم.
أكثر من 50 شاحنة بالطينة
كشفت المسؤولة الأممية أن الأمطار والفيضانات تسببت في تعطيل وصول أكثر من 50 شاحنة، بمعبر الطينة الحدودي، تحمل مساعدات غذائية إلى نصف مليون سوداني، وأوضحت أن من بين المعابر التي طالب البرنامج بفتحها معبر بين السودان ودولة جنوب السودان، وذلك للمساعدة في إيصال المساعدات إلى مناطق جنوب كردفان وغيرها من المناطق الحدودية.
13 منطقة معرضة للمجاعة
من جانبه اوضح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، محمد جمال الدين، إن الاخير، قدّم مساعدات لنحو 8.1 مليون شخص منذ بداية الصراع، ويخطط لدعم 8.4 مليون شخص بحلول نهاية عام 2024، بينما يعتزم الوصول إلى 3.1 مليون شخص بنهاية أغسطس.
وأضاف جمال الدين: 54% من السكان، أي ما يعادل 25.6 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تسجيل 8.5 مليون في مرحلة الطوارئ و755,000 في مرحلة الكارثة. وأشار إلى أن 13 منطقة اخري معرضة لخطر المجاعة، بينما يعاني 3.6 مليون طفل من سوء التغذية، إضافة إلى 1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة. وكشف ان البرنامج يعاني من فجوة تمويلية لعملياته في السودان، تقدر بـ459 مليون دولار، حتى ديسمبر القادم.
وتناول مسؤول برامج المساعدات الإنسانية في مكتب دنقلا ببرنامج الأغذية العالمي، كارمن عبد المنعم، تفاصيل عملية إعلان المجاعة ومراحل التصنيف المرحلي المتكامل، التي تحددها مجموعة اللجنة الوطنية الفنية التي تضم ممثلين من جميع الولايات. وتتمثل مهمة هذه اللجنة في جمع وتحليل المعلومات وفقًا لعناصر محددة. وأوضح أن التقرير النهائي يجب أن يكون توافقيًا ويستند على أدلة.
كما أشار إلى أن إعلان المجاعة يتطلب توافر ثلاثة شروط في منطقة معينة، إصابة أكثر من 30% من الأطفال بسوء التغذية، وفاة شخصين أو 4 أطفال يوميًا لكل 10 آلاف شخص، وأن يعاني أكثر من 20% من سكان تلك المنطقة من انعدام الأمن الغذائي. وأكد أنه بناءً على هذه المعايير، تم إعلان المجاعة في معسكر زمزم.
مستويات غير مسبوقة
ذكر عبد المنعم أن انعدام الأمن الغذائي في السودان قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مما يشير إلى أزمة إنسانية متفاقمة. وأوضح أن 25.6 مليون شخص، ما يقرب من 54% من السكان، تم تصنيفهم في المرحلة الثالثة أو ما هو أسوأ وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل (IPC) بين يونيو وسبتمبر 2024، حيث يعاني 8.5 مليون شخص من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الرابعة من IPC)، بينما يعيش 755,000 شخص في ظروف كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة من IPC) في مناطق مثل دارفور الكبرى، كردفان الكبرى، النيل الأزرق، الجزيرة، والخرطوم.
وأشار عبد المنعم إلى أن الوضع الأكثر خطورة يُلاحظ في إحدى عشرة ولاية، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
ولفت الى ان التحليل الأخير للسودان، اظهر زيادة كبيرة ومثيرة للقلق في حجم وشدة انعدام الأمن الغذائي مقارنة بالتحليل السابق الذي غطى الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2024. فقد ارتفع عدد السكان المصنفين في المرحلة الثالثة (الأزمة) أو أعلى من 17.7 مليون إلى 25.6 مليون، بما في ذلك زيادة قدرها 3.6 مليون شخص في المرحلة الرابعة (الطوارئ)، بالإضافة إلى زيادة عدد السكان في المرحلة الخامسة (الكارثة) من صفر إلى 755,000 شخص.
لا تفاؤل
حذر عبد المنعم من أن وتيرة التدهور لا تترك مجالاً للتفاؤل، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية من قبل كافة الجهات المعنية، مؤكدًا أن الاتجاهات الحالية ترسم صورة قاتمة للمستقبل، مما يستدعي تحركًا عاجلاً من جانب جميع الأطراف المعنية.
وتوقع عبد المنعم أن هناك خطرًا وشيكًا لحدوث مجاعة في 14 منطقة، بما في ذلك خمس مناطق سكانية وتسع مجموعات من النازحين داخليًا واللاجئين، إذا تصاعد النزاع بشكل أكبر، خاصةً مع احتمالية زيادة تعبئة الميليشيات المحلية.
أغذية المجاعات
قال عبد المنعم، في رده على سؤال راديو دبنقا بشأن الأوضاع الإنسانية في ولاية جنوب كردفان، التي يعتمد كثير من سكانها على تناول أوراق الأشجار: واحدة من استراتيجيات التكيف في المناطق التي تعاني من الفجوات الغذائية هي الاعتماد على “أغذية المجاعات”مثل اللالوب، النبق، الدوم، وأوراق الأشجار. وأكد أنه لا توجد لديهم إحصاءات دقيقة حول عدد ضحايا الجوع في السودان.
من جانبها، أكدت ليني كنزلي، في ردها على السؤال، أن برنامج الأغذية العالمي تمكن من إيصال مساعدات إلى منطقة جنوب كردفان لنحو 300 ألف شخص خلال هذا العام، بالإضافة إلى مساعدات أخرى لمنطقة شيكان بولاية شمال كردفان. ومع ذلك، أقرت بوجود جملة من التحديات التي تعيق جهودهم، لتوزيع الإغاثة حتى قبل بداية موسم الأمطار.
دبنقا
المصدر: صحيفة الراكوبة