الأشاوس .. أولئك الذين سيكون على أيديهم خلاص السودان من حركات الارتزاق المسلح
علي أحمد
تمكّنت قوات الدعم السريع أمس الأول من وضع حركة المرتزق الأكبر في تاريخ السودان خارج مسرح العمليات العسكرية، عندما قضت بالكامل على المتحرك القادم من المثلث الحدودي (السودان، تشاد، ليبيا) مسنوداً بطيران الكيزان، فقتلت أكثر من 150 مخدوعاً، وأسرت 500، والاستيلاء على عشرات العربات القتالية بكامل عتادها وتسليحها.
بدأت القصة التي كشف عنها ياسر العطا، أحد أفشل الضباط السودانيين، أول أمس، عندما صرح كعادته، قائلاً: إن جيشه سيوجه ضربة قوية وقاصمة وحاسمة لقوات الدعم السريع، ولم يُحدِّد المكان، لكنه قدّم خيارات من ضمنها (دارفور)، وكان الهدف هو منطقة (الزرق) بشمال دارفور معقل قائد قوات الدعم السريع فأغدق على المرتزق مناوي الأموال والعربات القتالية والدعم اللوجستي، وتغطية المتحرك بالطيران لينفذ بعد أكثر من عام من الهزائم والعار ما سماها الضربة القاصمة.
كان العطا، فرحاً مُنطرباً يكاد يهز أكتافه راقصاً وهو يتحدث عن خطته التي قال عنها: إنها ستُدرس في الكليات العسكرية في أفريقيا والعالم، وبالفعل سيتم تدريس كل خططه على أنها أفشل وأسوأ وأغبى خطط عسكرية في تاريخ الحروب القديم والحديث.
وضعت قوات الدعم السريع خطتها أيضاً، فكمنت للمتحرك في منطقة (أم بعر) وأهلكته هلاكاً لم يحدث في معركة من قبل ولن يحدث من بعد، لم ينج أحد، الجميع وقع بين قتيل وجريح وأسير، كما لم تنج المعدات والأسلحة والعربات واللوجستيات، كلها وقعت تحت قبضة الدعم السريع، وها هو صبي الكيزان اللعوب ياسر العطا يقلب (كفيه على ما انفق فيها) من أموال الشعب السوداني المغلوب على أمره، شعب بلا جيش وبلا مرتزقة أيضاً.
في الأصل لم تقاتل حركة مناوي قتالاً حقيقياً في تاريخها، فقد تحولت مبكراً إلى حركة لصوص وقطاع طرق وارتزاق، من كانت تقاتل هي (العدل والمساواة) وقد قضت عليها الدعم السريع قضاءً مبرماً في (قوز دنقو) وجعلتها أثراً بعد عين، وها هي تعيد الكرة أمس الأول مع فلول قوات المرتزق مناوي؛ وتلحقها (أُمّات خليل وجبريل)، وبالتالي تقدم خدمة جليلة للشعب السوداني ولجيشه المهني القادم بالقضاء على أكبر حركتين للارتزاق واللصوصية في السودان، وهذا ما لم يتمكن منه جيش الكيزان المترهل المتكرش انظر ياسر العطا وآخرين!
يا لها من معركة تلك التي وضعت (فاشر السلطان) بموجبها لقمة سائغة للدعم السريع، وأبعدتها عن عبث الأيدي الآثمة العابثة، حيث وصلت طلائع قوات الدعم السريع بالقرب من وسط المدينة، في عمليات متتالية مُحكمة، تعتبر ذروة في التكتيك العسكري وفاصلاً في البسالة والشراسة والإقدام.
لقد عبث الكيزان بهذا المناوي الغر العيي بوضعه وجهاً لوجه أمام كواسر ضارية، ونسور جارحة، فأصبح مثل العجوز (آنا) بطلة رواية (الوداع الأخير) لفالنتين راسبوتين، يعذبها الانتظار والاحتضار بعد أن عاشت عمرها كله تحلم وهي تعيش في ضنك وحرب وقسوة.
أصبحت الفاشر الآن في حكم المحررة من المرتزقة ومليشيات الكيزان، وما تبقى محض لمسات أخيرة، ربما تنتظر مثل نيالا إشارة قائد ثاني الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، بأن ادخلوها بسلام آمنين، حينها، فإن على الذين يجاورون البحر البحث عن قارب نجاة حتى ولو كان (سُمبُك)، فالدرس انتهى والعاقل من اتعظ وأرعوى.
انتهى الدرس أيها الأغبياء.
المصدر: صحيفة الراكوبة