الأزمة السودانية تزداد تعقيدا.. ما المنتظر من إدارة الرئيس ترامب؟
بعد مرور حوالي 21 شهراً على اندلاع النزاع المسلح في السودان، تزداد الأوضاع تعقيداً في ظل غياب أي حلول سياسية واضحة. تشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث يتعرض المدنيون لمخاطر متزايدة نتيجة الصراع المستمر. الوضع الإنساني في البلاد يزداد سوءاً، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
في خضم هذا الصراع، يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن استهداف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الكهرباء والمياه والجسور. هذه الأعمال تزيد من معاناة المواطنين وتؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، حيث يعاني الكثيرون من نقص حاد في الخدمات الأساسية. الوضع يتطلب استجابة سريعة من الجهات المعنية لتخفيف الأعباء عن كاهل الشعب السوداني.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يعلق السودانيون آمالهم على إمكانية التوصل إلى حلول سياسية شاملة. يتطلعون إلى مبادرات دولية تهدف إلى خلق بيئة حوارية بدلاً من استمرار النزاع. هناك دعوات متزايدة لوقف العنف وبدء عملية تفاوض حقيقية، تأمل في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، وهو ما يعد أملاً حيوياً للشعب السوداني الذي عانى طويلاً من ويلات الحرب.
قال الدبلوماسي الأميركي السابق والباحث في الشأن الأفريقي ديفيد شين لموقع “الحرة” إن إدارة الرئيس بايدن السابقة قامت بجهود كبيرة لإنهاء النزاع في السودان، لكن هذه الجهود لم تكن كافية.
وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية الحالية لم تعين بعد مبعوثاً جديداً للسودان، إلا أن شين توقع أن يتم استئناف الجهود الأميركية من جديد لإنهاء هذا النزاع.
وأضاف شين أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهوداً دولية وليس فقط من الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود جهات مؤثرة تسعى لإنهاء الحرب، بينما توجد أخرى “لا تلعب دوراً مفيداً”.
وتوقع شين أن تشهد إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة تعزيزاً أكبر لهذه الجهود، “خصوصاً أن وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو مهتم جداً بالملف السوداني”، موضحاً أن إدارة ترامب الأولى قد اهتمت بالسودان ونجحت في التطبيع بين السودان وإسرائيل في إطار “الاتفاقيات الإبراهيمية”.
وأشار عادل عبد العاطي، رئيس حملة سودان المستقبل ومؤسس الحزب الليبرالي السوداني، إلى أن السودان يعاني من أزمة تُعتبر “الأكبر في العالم”، متوقعاً أن تلعب إدارة الرئيس ترامب دوراً أكبر، مُشيراً باللوم للإدارة الأميركية السابقة “لتعاطيها الذي لم يكن بالمستوى المطلوب”.
وقال عبد العاطي لـ “الحرة” إن الرئيس ترامب حريص على إنهاء الحروب في العالم، “ويمكن أن يحقق نجاحاً في الملف السوداني من خلال الضغط على طرفي النزاع”.
ومع ذلك، أشار عبد العاطي أيضاً إلى أن دبلوماسية السلام يجب أن تتضمن “العصا والجزرة” ولا تقتصر فقط على فرض عقوبات على طرفي النزاع، بل ينبغي أيضاً وضع حلول سياسية والتفاوض بشأن المرحلة الانتقالية بعد وقف الحرب.
وقد شهدت مدينة الفاشر في شمال دارفور يوم الجمعة اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد قصف الطيران الحربي لمواقع عدة تابعة لقوات الدعم شمال المدينة.
في الخرطوم، اتهم متحدث باسم قوات الدعم السريع طيران الجيش بقصف مصفاة الجيلي للبترول شمال العاصمة، مما أدى إلى تدمير ما تبقى من منشآتها، بينما اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بإحراق المصفاة.
وتفيد تقارير أميركية أن القتال أسفر عن مقتل نحو 150 ألف شخص منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023.
المصدر: صحيفة الراكوبة