اقتحام مستودع للأمم المتحدة بغزة مع بدء دخول المساعدات، والاتحاد الأوروبي يقول إن الغارات الإسرائيلية على غزة “تتجاوز ما هو ضروري” لمحاربة حماس

صدر الصورة، Getty Images

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن “حشوداً من الجوعى” اقتحمت يوم الأربعاء مستودعا للإمدادات الغذائية في وسط قطاع غزة.

داعيا إلى “وصول إنساني آمن ومن دون عوائق، للسماح بتوزيع الغذاء فورا وبشكل منظّم” في قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي يحاول التأكد من تقارير تفيد بمقتل شخصين وإصابة آخرين في الواقعة.

وأظهر مقطع فيديو التقطه شاهد وتحققت منه رويترز على نحو مستقل حشودا كبيرة من الناس تتدافع داخل المستودع وتخرج أكياسا وصناديق وسط سماع دوي إطلاق نار. ولم يتضح بعد كيف قتل أو أصيب الأشخاص في الواقعة.

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط سيغريد كاج في جلسة لمجلس الأمن إن حجم المساعدات التي سمحت إسرائيل للأمم المتحدة بتقديمها حتى الآن لا يمكن وصفها إلا وكأنها مجرد “قارب نجاة بعد غرق سفينة” في وقت يواجه فيه الجميع في غزة خطر المجاعة.

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة نهاية

وبرزت قضية المساعدات في ظل أزمة الجوع التي يشهدها قطاع غزة بعدما فرضت إسرائيل حصارا كاملا عليه منذ أكثر من شهرين، قبل السماح بدخول إمدادات بكميات قليلة الأسبوع الماضي.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنّ “الاحتياجات الإنسانية أصبحت خارجة عن السيطرة، بعد 80 يوما من الحظر الكامل لدخول جميع المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات إلى غزة”.

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

قناة “مجلة +”

يمكنك مطالعة مجموعة متنوعة من المقالات الشيقة والملهمة والتقارير المفيدة.

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

وحذرت وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون مستويات كارثية من الجوع بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر، وخُفّف الأسبوع الماضي.

وتدعم إسرائيل والولايات المتحدة نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات تديره منظمة جديدة مثيرة للجدل، وهي مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) .

ويستخدم نظام توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية متعاقدين أمنيين أمريكيين، متجاوزاً الأمم المتحدة، التي رفضته باعتباره غير أخلاقي وغير عملي. وقالت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية إن هذا النظام يمنع حماس من سرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، تأكيده على خطط نقل جميع سكان غزة إلى “منطقة معزولة” جنوبي القطاع، بينما تواصل القوات الإسرائيلية قتال حماس في مناطق أخرى. كما تعهد بتسهيل ما وصفه بـ”الهجرة الطوعية” لجزء كبير من سكان غزة إلى دول أخرى، وهي خطة يراها الكثيرون تهجيرا قسريا.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة ردا على هجوم حماس عبر الحدود، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص وأخذ 251 آخرون كرهائن.

وقُتل ما لا يقل عن 54 ألفا و84 شخصاً في غزة منذ ذلك الحين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

الغارات الإسرائيلية على غزة “تتجاوز ما هو ضروري” لمحاربة حماس

نازحون فلسطينيون

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، قُتل ما لا يقل عن ٣٥ شخصاً، إثر استهداف إسرائيل مدرسة في مدينة غزة يوم الأحد

قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن “الغارات الإسرائيلية على غزة تتجاوز ما هو ضروري لمحاربة حماس” في ظل استمرار ارتفاع عدد القتلى هناك.

وأضافت كالاس أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم نموذجاً جديداً لتوزيع المساعدات، تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يتجاوز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

وقالت: “نحن لا ندعم خصخصة توزيع المساعدات الإنسانية. لا يمكن استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح”.

وأفادت وزارة الصحة في غزة والتي تديرها حماس بأن الغارات الجوية الإسرائيلية وغيرها من العمليات العسكرية، منذ استئنافها الحرب في مارس/آذار عقب وقف إطلاق النار، أسفرت عن مقتل 3924 شخصاً. وتقول إسرائيل إنها تعمل على تدمير حماس واستعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.

أدت عمليات القصف الإسرائيلية الأخيرة إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. في يوم الجمعة الماضي، أدت غارة جوية في خان يونس إلى مقتل تسعة من أصل عشرة أطفال لطبيبة فلسطينية. كما قُتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في مبنى مدرسة “فهمي الجرجاوي”، التي تؤوي عائلات نازحة شمال غزة، ليل الأحد/ الاثنين.

تأتي تصريحات كالاس عقب مداخلة للمستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرز، أعلن خلالها أنه “لم يعد يفهم” أهداف إسرائيل في القطاع المحاصر.

وقال: “لم يعد من الممكن تبرير الطريقة التي تأثر بها السكان المدنيون… بالقول إنها لمحاربة إرهاب حماس”.

يُعد الاتحاد الأوروبي من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية إلى غزة، إلا أن كالاس قالت إن معظم هذه المساعدات غير قادر حاليا على الوصول إلى الفلسطينيين المحتاجين. وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة في مارس/آذار، ولم تسمح إلا بدخول كميات ضئيلة بعد 11 أسبوعاً.

وقالت كالاس: “يقدم الاتحاد الأوروبي غالبية المساعدات إلى غزة، لكنها لا تصل إلى السكان لأن إسرائيل تمنعها”.

وأضافت: “معاناة الناس لا تُطاق”.

في غضون ذلك، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها “بغيضة” و”غير متناسبة”.

يأتي هذا في أعقاب أقوى انتقادات حتى الآن من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، التي طالبت إسرائيل بإنهاء هجومها العسكري على غزة. وأعلنت المملكة المتحدة لاحقًا تعليق محادثاتها التجارية مع إسرائيل.

كما بدأ الاتحاد الأوروبي مراجعة رسمية لاتفاقية التجارة الخاصة به مع إسرائيل، وقالت كالاس إنها ستطرح “خيارات” في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي القادم في بروكسل، في 23 يونيو/ حزيران القادم.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.