اعتقال ناشطين في عبري يعكس حالة الجدل المتصاعد في مناطق التعدين حول تأثير الأنشطة التعدينية على الموارد الطبيعية وحقوق المواطنين.

دنقلا: التغيير

شهدت مناطق في شمال السودان موجة من الاعتقالات طالت ناشطين ومواطنين معارضين لأنشطة التعدين في مناطقهم، وسط تصاعد الاحتجاجات المطالبة بوقف عمل الشركات التي يتهمها الأهالي باستخدام مواد ضارة ونهب الموارد الطبيعية.

وتأتي هذه التطورات في ظل حملة أمنية مكثفة تسعى لإسكات أي صوت معارض للشركات العاملة في مجال التعدين، في وقت يواصل فيه المواطنون التعبير عن مخاوفهم إزاء الآثار البيئية والصحية المدمرة لهذه الأنشطة.

وفي مدينة عبري بالولاية الشمالية، تم اعتقال الناشط مازن محمد بسبب موقفه الوطني الرافض لعمليات التعدين في مناطق النوبة.

ويعتبر اعتقال مازن جزءاً من حملة أوسع تستهدف كل من يطالب بوقف التعدين وترحيل الشركات التي يُقال إنها تستخدم مواد ضارة بالبيئة والإنسان، وتستنزف موارد البلاد دون مراعاة لحقوق السكان المحليين.

وتواجه العديد من مناطق التعدين في شمال السودان حملات قمعية متزايدة، حيث يسعى الأهالي إلى إيصال صوتهم للمطالبة بوقف هذه الأنشطة التي تسبب تلوثاً بيئياً وتدميراً للموارد الطبيعية، لكنهم يقابلون بحملات اعتقال وتهديدات لإسكات أصواتهم.

وفي تطور مماثل، تم اعتقال المواطن البدري أحمد بدري في محلية عبري، وذلك بعد أن تقدم بمذكرة رسمية إلى مدير المحلية يعترض فيها على قيام إحدى شركات التعدين بسحب المياه من قريته.

وبحسب مصادر محلية، تضمنت مذكرة البدري مطالبات صريحة بوقف سحب المياه لما له من تأثير محتمل على الموارد المائية للسكان والبيئة، لكن السلطات الأمنية أصدرت على الفور أمراً بالقبض عليه.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات حول ملابسات الاعتقال، ما أثار قلقاً كبيراً بين أهالي المنطقة الذين يترقبون توضيحات من الجهات المختصة.

ويعكس اعتقال البدري ومازن حالة الجدل المتصاعد في مناطق التعدين بولاية الشمال حول تأثير الأنشطة التعدينية على الموارد الطبيعية وحقوق المواطنين، ما يزيد من حدة التوتر بين الأهالي والسلطات والشركات العاملة في المنطقة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.