اعتقال سامي الباقر .. غياب لصوت العقل والضمير
اعتقال سامي الباقر هو غياب لصوت العقل والضمير
كتب: عمار الباقر
قامت قوة من الاستخبارات العسكرية باعتقال النقابي والقيادي بلجنة المعلمين والجبهة النقابية الاستاذ سامي الباقر وذلك يوم امس الجمعة الموافق 22/9/2023م.
يقول المثل اذا لم تستمع الي العاقل اليوم، فغداً سوف تستمع الي المجنون. وما لايفهمه الديكتاتوريون اعداء الشعوب ان الصوت النقابي والمدني هو صوت العقل الذي يعكس نبض الشارع والمواطن البسيط.
حينما طالبت لجنة المعلمين الدولة ان تضطلع بمسؤولياتها تجاه العاملين وسداد مرتباتهم؛ كان ذلك المطلب يصب في صالح دعم الاستقرار ومحاصرة اثار الحرب اكثر من كونه فعلاً معارضاً للسلطة الانقلابية وحربها الشنعاء. فالمرتبات تعني دعم قدرة الاسر علي الصمود ومقاومة الاثار القاتلة للحرب والتي ادت الي نزوح معظم العاملين الي خارج المدن اضافة الي التبعات الاقتصادية والاجتماعية الاخري للحرب وعلي راسها ارتفاع تكاليف المعيشة نتيجة لازدهار اقتصاديات الحرب في كل المدن السودانية بل وخارج السودان ايضاَ، ولكن من يفهم ومن يستوعب.
ان توقف الدولة عن سداد المرتبات للعاملين بها هو بمثابة قطع الحبل السري بينها وبين العاملين، وهو ايضا بمثابة هدم لواحدة من اهم اركان الدولة، فتوقف الدولة عن سداد المرتبات يعني انتفاء العلاقة التعاقدية بينها وبين عامليها والدولة التي بلا عاملين هي في الحقيقة ليست بدولة.
أن مطالبة الاستاذ سامي الباقر ومن خلفه لجنة المعلمين تمثل صوت العقل وقوي الحداثة المنحازة لقضية بناء جهاز دولة مقتدر وقادر علي تلبية احتياجات الشعب، ومن يعتقله فهو في حقيقة الامر يعتقل عشرات الالاف من المعلمين ومئات الاف من العاملين في جهاز الدولة، وهو يعتقل صوت المؤسسات والحداثة لصالح نظام الميليشيات الذي يسوده قانون الغاب، فانظروا يامن اعتقلتم سامي ماذا انتم فاعلون بمن تعتقلونهم لمطالبتهم برواتبهم وانتم تستمعون برواتبكم ومخصصاتكم جيمعها غير منقوصة، كيف ستواجهون اهلكم وجيرانكمم بفعلكم هذا وكيف تطلبون منهم دعمكم في حربكم الخرقاء تلك التي ورطتم شعبكم فيها دون ذنب أو جريرة.
إن من يعين ظالماً علي ظلمه هو شريك اصيل في هذا الظلم وان لم تستمعوا لصوت العقل وتطلقوا سراح الاستاذ سامي الباقر اليوم فغدا سوف تستمعون الي ما لا قبل لكم به.
ألا هل بلغت، اللهم فاشهد
#برهان_حميدتي_ستدفعون_الثمن
#صرف_مرتبات_العاملين_قضية_حياة
#أوقفوا_الحرب
المصدر: صحيفة التغيير