اندلع قتال مسلح بين الجيشين الأوغندي والجنوب سوداني في ولاية الاستوائية الوسطى، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود ونزوح واسع للمدنيين في مقاطعة كاجو كيجي. ويأتي الحادث في ظل وجود عسكري أوغندي داخل جنوب السودان، ووسط تصاعد التوترات الحدودية..

التغيير : وكالات

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الأوغندي وقوات جنوب السودان الإثنين، في مقاطعة كاجو كيجي بولاية الاستوائية الوسطى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، إضافة إلى نزوح آلاف المدنيين، بحسب ما أكدته مصادر رسمية يوم الثلاثاء.

ووصفت القيادة العامة للجيش في جنوب السودان الحادث بأنه “تبادل لإطلاق النار بين جيشي دولتين شقيقتين”، مشيرة إلى أن رئيس هيئة الأركان في جوبا أجرى اتصالات مباشرة مع نظيره الأوغندي في محاولة لاحتواء التصعيد والتحقيق في ملابساته.

وأكد مسؤولون محليون في كاجو كيجي أن المدنيين لجأوا إلى الأدغال ودور العبادة والمدارس المجاورة، بحثًا عن مأوى آمن بعد اندلاع الاشتباكات.

وكانت أوغندا قد نشرت في مارس الماضي وحدات من قواتها الخاصة داخل أراضي جنوب السودان، في خطوة أثارت قلقًا متجددًا بشأن دورها العسكري المتواصل في دعم حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت.

ويُنظر إلى أوغندا، منذ سنوات، باعتبارها الداعم الخارجي الأبرز لسلفاكير، في مقابل خصمه السياسي رياك مشار الذي يستند إلى قاعدة شعبية واسعة تنتمي إلى قومية النوير.

وفي حين اتُهمت القوات الأوغندية باستخدام أسلحة محرّمة دوليًا ضد “ميليشيات” النوير في مناطق شمال شرق جنوب السودان وهي اتهامات نفتها كمبالا لا تزال المخاوف قائمة من تصاعد التوترات وتدهور الاستقرار في المنطقة الحدودية.

ويأتي ذلك في سياق تاريخ طويل من التدخل الأوغندي في شؤون جنوب السودان. فبعد اندلاع الحرب الأهلية في ديسمبر 2013 بين سلفاكير ونائبه رياك مشار، تدخلت أوغندا عسكريًا إلى جانب حكومة جوبا، وأرسلت قوات لدعم كير في وجه تمرد مسلح قاده مشار.

وأسفر هذا النزاع الدموي، الذي استمر خمس سنوات، عن مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص، قبل التوصل إلى اتفاق سلام هش في 2018 لتقاسم السلطة.

لكن تنفيذ الاتفاق شهد تعثراً متكرراً، وسط اتهامات متبادلة ومحاولات تهميش من طرف كير تجاه مشار، ما أعاد البلاد إلى مربع القلق الأمني والسياسي، وزاد من احتمالات انزلاقها إلى نزاعات جديدة.

وتظل مناطق الجنوب الشرقي، مثل كاجو كيجي، من أكثر النقاط حساسية على الحدود، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي، بل أيضاً بسبب التداخل العرقي والمسلح، مما يجعلها عرضة لأي احتكاك عسكري بين البلدين، أو حتى بين الفصائل الداخلية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.