أكد مسؤول محلي أن الجهود الحالية تبذل وفق ما وصفه “تناغمًا كاملاً” بين الجهات الرسمية والمجتمعية، مشيرًا إلى اهتمام حكومة الولاية والحكومة الاتحادية بملف النازحين ومعالجة أوضاعهم الإنسانية.
التغيير: الخرطوم
أعلنت سلطات محلية الدبة بولاية الشمالية وصول عدد النازحين إلى أربعين ألف شخص منذ اندلاع الحرب، بينهم خمسة آلاف قدموا بعد أحداث مدينة الفاشر، وفق تصريح رسمي.
وقال المدير التنفيذي لمحلية الدبة، محمد صابر كشكش، إن تدفقات النزوح إلى المحلية تواصلت منذ بداية الحرب، موضحًا أن السلطات تعمل بالتنسيق مع مجتمع الولاية ومنظمات المجتمع المدني لتوفير خدمات الإيواء والغذاء والكساء والرعاية الصحية.
وأكد المسؤول المحلي أن الجهود الحالية تبذل وفق ما وصفه “تناغمًا كاملاً” بين الجهات الرسمية والمجتمعية، مشيرًا إلى اهتمام حكومة الولاية والحكومة الاتحادية بملف النازحين ومعالجة أوضاعهم الإنسانية.
وأضاف أن الدعم المجتمعي المحلي أسهم في تغطية بعض احتياجات الأسر النازحة، معتبرًا ذلك امتدادًا لصور التكافل الاجتماعي في البلاد.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، لتتحول خلال أسابيع قليلة من مواجهات عسكرية في الخرطوم ومدن محددة إلى صراع واسع امتد إلى عدة لايات وانتهى إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة الخدمية والأمنية وانقطاع النظام الإداري في مناطق عديدة.
وأدّت المعارك إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والكهرباء والاتصالات والتموين، إضافة إلى تفشي الانتهاكات ضد المدنيين في غياب آليات حماية فعالة.
ونتج عن الحرب أكبر موجة نزوح تشهدها البلاد في تاريخها الحديث، حيث اضطر ملايين المدنيين إلى ترك منازلهم متجهين إلى ولايات أكثر أمانًا أو إلى دول الجوار، وسط ظروف معيشية قاسية ترتبط بندرة الغذاء والمأوى والخدمات الصحية والمياه الآمنة والعلاج النفسي والدعم القانوني.
وخلقت حركة النزوح المتواصلة ضغطًا كبيرًا على المجتمعات المستضيفة التي تعتمد غالبًا على قدراتها الذاتية أو تضامن السكان، بينما ظلّت الاستجابة الإنسانية أقل من حجم الاحتياجات الفعلية بسبب صعوبة الوصول وغياب الأمن وتعقيدات الوضع السياسي والعسكري.