في حين تسود العاصمة الليبية حالة من الاحتقان بسبب الصراع بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، وعبد الرؤوف كارة، قائد «جهاز الردع»، كثّفت سلطات العاصمة تعاونها مع نظيرتها الإيطالية؛ حيث أُجريت مباحثات في روما استهدفت «رفع مستوى التدريب في إطار التعاون العسكري بين البلدين».
وبسبب حالة التوتر، كثّفت رئاسة الأركان العامة في غرب البلاد من تحركاتها لاستدراك الوضع المضطرب والاحتقان المتصاعد في العاصمة طرابلس، جرّاء التحشيدات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.
وعقد رئيس الأركان، الفريق أول محمد الحداد، اجتماعاً موسعاً بمكتبه مع أعضاء لجنة متابعة تنفيذ وتثبيت الهدنة، وقالت رئاسة الأركان، مساء (الأربعاء)، إن اللقاء «خصص لمتابعة مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة الغربية عامة، وفي العاصمة على وجه الخصوص، وبحث مدى التزام الأطراف المعنية ببنود وقف إطلاق النار، وفقاً لما نصّت عليه التفاهمات الأمنية القائمة، كما تمت مناقشة التحديات والصعوبات التي تواجه عمل اللجنة، بما يضمن الحفاظ على حالة الهدنة الهشّة».

وكان الحداد قد التقى في مكتبه أيضاً مخاتير المحلات لبلديات طرابلس المركز، وسوق الجمعة، وعين زاره، مشدداً على أهمية «التواصل الفعال بين مؤسسات المجتمع المدني والبلديات للاستمرار في رأب الصدع ونزع فتيل الفتنة».
ونقلت رئاسة الأركان عن الوفد المحلي لمخاتير المحلات تثمينهم لدور الحداد، «على جهوده المبذولة للنهوض بالمؤسسة العسكرية، ودعمه للمصالحة الوطنية بين الليبيين، ولجنة الهدنة، وجهوده في وقف إطلاق النار، وفضّ النزاع، وتطبيق القانون، وفرض الأمن داخل العاصمة».
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الوحدة»، مساء (الأربعاء)، إنها بدأت «تنفيذ استراتيجيتها المتعلقة بملف التدريب العسكري للجيش»، مشيرة إلى أن معاون رئيس الأركان العامة، صلاح الدين النمروش، والوفد المرافق له، يجري زيارة إلى إيطاليا بقصد التباحث مع السلطات هناك «حول رفع مستوى التدريب بملف التعاون العسكري بين البلدين».

ولفتت وزارة الدفاع إلى أن مهمة الوفد الليبي تتضمن زيارة للقاعدة الجوية بجزيرة سردينيا؛ والاطلاع على برامج التدريب العملي بها، مبرزة أن الزيارة انتهت بلقاء عُقد بين النمروش رئيس الوفد الليبي، ورئيس الأركان العامة للجيش الإيطالي.
على الجانب الآخر، وفي شرق ليبيا، نظّمت رئاسة أركان القوات البحرية التابعة لـ«الجيش الوطني» حفل تخريج دفعة جديدة في دورة «المهام الخاصة» لعدد من المنتسبين لوحدات رئاسة أركان القوات البرية، تحت إشراف رئيس أركان القوات الفريق صدام حفتر.
وقالت رئاسة الأركان إن هذه الدورة تأتي في إطار «مواصلة جهود رفع الكفاءة القتالية، وتأهيل الأفراد على تنفيذ المهام النوعية باحترافية وانضباط»، مشيرة إلى أنه جرى خلال الحفل تخريج «دفعة جديدة مدرّبة على مبادئ الانضباط العسكري واللياقة القتالية، وفق أحدث برامج التدريب المعتمدة». موضحة أن المراسم تخللها «عروض ميدانية وقتالية، عبّرت عن مستوى التدريب والانضباط العالي، وتمارين قدّمها خريجو دورة المهام الخاصة، جسّدت الجاهزية التامة، والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن القيادة العامة في إعداد كوادر عسكرية مؤهلة، وقادرة على تنفيذ أصعب المهام».
سياسياً، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، (الخميس)، إنها فتحت باب التسجيل للشباب بهدف الانخراط في مشاورات حول العملية السياسية، وذلك في حلقة نقاشية عبر (الإنترنت)، «حول الخيارات والتوصيات، التي قدَّمتها اللجنة الاستشارية، وفهم مخاوف الشباب وتوصياتهم».
ولفتت البعثة إلى أن الحلقة متاحة للشابات والشباب المقيمين في بلدية الكفرة وما جاورها، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. وقالت إن الجلسات التشاورية ستعقد عبر منصة «زووم»، ضمن برنامج «الشباب_يشارك» التابع للبعثة يوم الاثنين المقبل.
كما ذكّرت البعثة أن اللجنة الاستشارية سبق أن طرحت 4 خيارات لإجراء انتخابات في ليبيا، كما حددت اللجنة 3 طرق لوضع اللمسات الأخيرة على الدستور، وهي إجراء استفتاء على مسودة دستور عام 2017؛ أو إدخال تعديلات عليها، أو صياغة دستور جديد.
وتعتقد اللجنة الاستشارية أن «وجود دستور لليبيا قبل الانتخابات أمر بالغ الأهمية لضمان الشرعية والحد من النزاعات على السلطة في المستقبل»، ومع ذلك، ولتنفيذ هذا الخيار وفق البعثة خلصت اللجنة إلى «ضرورة معالجة عدد من التحديات السياسية والقانونية والتقنية».
الشرق الأوسط
المصدر: صحيفة الراكوبة