يأتي هذا الاجتماع في ظل غياب واضح لأطراف النزاع الرئيسيين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى استبعاد القوى المدنية من المشاركة في هذه المرحلة.
التغيير: وكالات
من المقرّر أن ينعقد مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأميركية واشنطن أعمال الاجتماع الرباعي حول السودان، بمشاركة ممثلي خارجية الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر، ودولة الإمارات، في محاولة جديدة للدفع نحو تسوية سياسية ووقف الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام.
ويركز الاجتماع على مناقشة الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وبلورة عملية سياسية شاملة تضمن وحدة السودان واستقراره. كما يُتوقع صدور بيان مشترك يدعو إلى وقف الأعمال القتالية، تأمين إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع التدخلات الخارجية في الشأن السوداني.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل غياب واضح لأطراف النزاع الرئيسيين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى استبعاد القوى المدنية من المشاركة في هذه المرحلة.
وأعربت جهات سياسية سودانية عن رفضها لمشاركة الإمارات في الاجتماع، متهمةً إياها بلعب دور سلبي في الأزمة ودعم أحد أطراف النزاع، بينما رأت أطراف أخرى، من بينها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، أن الاجتماع يمثل “فرصة مهمة” لإنهاء القتال إذا ما توافرت الإرادة الدولية.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على خلفية صراع طويل حول السلطة وتقسيم النفوذ العسكري والمدني، بعد فشل مبادرات متكررة لدمج الدعم السريع في الجيش.
وقد تسببت الحرب في انهيار شبه كامل للدولة السودانية، مع تدمير واسع للبنية التحتية، وخروج أغلب المستشفيات عن الخدمة، وتهجير أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان وخارجه، إلى جانب تقارير متزايدة عن انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، شملت القتل والاغتصاب والنزوح القسري.
ورغم تعدد المبادرات الإقليمية والدولية، من مفاوضات جدة إلى وساطات أخرى، لم تفلح أي منها في وقف القتال بشكل دائم. وأصبحت العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الكبرى، مثل الفاشر ونيالا، ساحات للمعارك المستمرة، بينما تشهد ولايات أخرى كوارث إنسانية نتيجة غياب الأمن والخدمات.
ويُنظر إلى اجتماع واشنطن كجزء من محاولة إعادة الزخم للعملية السياسية عبر ما بات يُعرف بـ”اللجنة الرباعية”، غير أن فعاليته مرهونة بمدى قدرته على إشراك كافة الأطراف السودانية الفاعلة، وتجاوز الخلافات الإقليمية التي ساهمت في تأجيج الصراع.
المصدر: صحيفة التغيير