إيقاف الحرب ! ما هو دور القوي المدنية؟
طه جعفر الخليفة
علي حسب دراسة نشرتها دار النشر التابعة لجامعة كامبريج في 18اغسطس 2003م إتضخ أن خُمْس الحروب الأهلية في السنوات من 19461992م توقفت عبر المفاوضات. وكانت هذه المفاوضات بين الطرفين المتحاربين بوساطة أجنبية إستطاعت وقف الدعم العسكري واللوجستي لأطراف الحرب. أما بقية الحروب فقد إنتهت بإفناء أحد طرفي الحرب للطرف الآخر. أما في حالة الحروب بين الجيش الرسمي والمجموعات المتمردة فتنتهي بتطبيق مباديء ال دي دي آر علي الطرف المتمرد. رغم قبحهها حرب 15 ابريل فهي ليست إستثاء و هي شبيهة في كل مكوناتها بالحروب الأهلية في العالم. ربما نتيجة لضخامة عدد جنود قوات حميدتي و حسن تدريبهم وتسليحهم وتوفرهم علي إمدادات غير مقطوعة ولا ممنوعة من السلاح والمال نظير إهدار مواردنا المعدنية وفي القطاع الغابي و الثروة الحيوانية و المنتجات الزراعية. عملية الإمداد والدعم التي تجدها قوات حميدتي مستمرة لإرتباطها بمعاملات بيع وشراء. الأمر الثاني يستفيد حميدتي من مجموعات قبلية من ضحايا التنمية غير المتوازنة كمصدر للجنود ويستخدم لذلك زعامات الإدارة الأهلية لتلك القبائل أو المجموعات . الجيش الذي تسيطر عليه الحركة الإسلامية أضاف لمصادر تموينه بالسلاح والرجال والتقانة مَصْر التي لم تكن في تاريخها الحديث ظهيراً للإسلاميين إلا في حالة السودان. من المعلوم عداء مصر ودول الجوار العربي والأفريقي للديمقراطية في السودان ربما عدا اثيوبيا التي لدعمها شروط قاسية تمس سيادة السودان علي أراضيه ومياهه. ببساطة يتوفر الطرفان علي دعم مستمر غير مقطوع و لا ممنوع. لذلك تكون حربنا مرشحة للإستمرار لفترات طويلة جدا . وهنالك حقيقة أخري حول حرب السودان وهي أنه في قيادة الجيش وفي صفوف كتائبه يوجد إسلاميون وبقيادة الدعم السريع يوجد إسلاميون يدعون هذه الآيام تبني شعارات الحرية العدالة والوطنية. هذه الحقيقة المؤسفة لمعرفتنا لطبيعة الشخصية السودانية تزيد إحتمالات إستمرار الحرب.
كيف يمكننا إيقاف الحرب ؟
أولا نحتاج لدراسة متأنية لمصالح الدول التي تنشط في دعم طرفي الحرب و علينا معرفة من يشترون مورادنا المنهوبة منهم؟ و ما هي هذه الموارد المنهوبة؟ هذا بالإضافة للمصالح المتعلقة بالأمن والسياسة والنفوذ الإقليمي. نحتاج للإتفاق كقوي ثورة وأحزاب سياسية للإتفاق التام حول هذه القضية التي يراها البعض غير ذات بال . هي مهمة جدا لأنها تتحكم في خطواتنا التالية خاصة النشاط الدبلوماسي. الورقة الوحيدة التي يمكن أن نملكها في هذه الحرب هي ورقة الضغط الدولي ومنع الدول التي تساند وتدعم أطراف الحرب من مواصلة هذا العم وقطعه بالكامل.
الإتفاق حول تسمية العدو وهو الحركة الإسلامية المنشقة مجموعة في الجيش ومجموعة مع حميدتي. بعد الإتفاق علي تسمية العدو وجميع واجهاته نستطيع نتكلم عن وحدة القوي الوطنية الديمقراطية (أحزاب سياسية وقوي ثورة ومنظمات مجتمع مدني معروفة الأهداف ومصادر التمويل والمقصود أن المنظمات بعيدة الأهداف عن السياسة لا حاجة لنا بها فلتتفرغ لإنجاز تكاليفها ومهامها) التي ستستخدم الوسائل السلمية لتحقيق شعارات الثورة وتقوم بعملية وقف الحرب. بعد هذه الترتيبات المهمة يمكننا إطلاق حملة دبلوماسية لمخاطبة هذه الدولة التي تنشط في دعم أطراف الحرب وفضح أهدافها. يمكننا إطلاق حملات عمل جماهيري واسع النظاق في المهاجر التي تتيح هذه الأنشطة. أما في الداحل قد إتضح أن القوي الساسية وعضوية لجان المقاومة وجميع المتطوعين هدف عسكري للطرفي حالهم حال الأبرياء من مواطنينا واضعين ذلك في الإعتبار يجب أن يكون عملنا الجماهيري في الدجخل سري بالكامل ليس خوفا من أحد لكن لضمان إستمراره في رفع درجات الوعي بضرورة وقف الحرب ومنع عمليات العسكرة والتجنيد للبسطاء ، يتم ذلك في الطريق لبناء جبهة وطنية داخلية لوقف الحرب.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة