إيبولا 23 السودانية , اخبار السودان
خالد فضل
أعتذر للروائي السوداني الرائع أمير تاج السر عن اقتباس عنوان روايته (إيبولا 76)، مع تحريف الرقم ليصبح الفارق 48 سنة كاملة بين تلك الإيبولا التي سجل لها روائيا مبدع في قامة أمير، وبين الإيبولا الراهنة التي لم يستطع أحد تسجيل فجائعها التي يمكن الزعم دون تردد (لا تحصى)، إيبولا 23 من النوع المتحوّر سودانيا، تجدد خلاياها مائة مرّة في الثانية الواحد، فعجز الطب والمختبر والصيدلة في تشخيصها وتحليلها وعلاجها، فشلت معامل ألمانيا، وعيادات أمريكا، وبركات ودعوات السعودية والفاتيكان في تلافيها وتخفيف ويلاتها. إيبولا 23 من نوع عجيب، لأنها تحمل من التناقض ما لا يمكن لملمته أبدا، فالجسم المسبب والحاضن والمفرخ للفيروسات، هو ذاته من يحاول التخلص منها، بطريقة البصيرة أم حمد تلك التي أمرت بذبح الثور لإخراج رأسه الكبير من برمة العجين، وبعد جز العنق اكتشف القوم أنّ الرأس ما يزال داخل الجرّة، فأمرتهم بكسر برمة الفخار ليخرجوا (راس النيفة هنيئا مريئا)
نعم فيروس إيبولا 23 السوداني منتج محلي 100% أنتجته عبقرية سودانية داخل مختبراتها غير المعقمة، فلما خرج الجان من القمقم؛ ولا يمكن إعادته مرّة ثانية كما هي عادة الجن عند إطلاق سراحه، بدأت ذات العبقريات المنتجة محاولة التملص من التبعات ورمي الآخرين بأنهم السبب. وبمثل ما تتبادل الحكومات عبر القارات الاتهامات بخصوص فيروس كوفيد 19 المدمر، مثلا، وإيبولا 23 السوداني أفرزته المختبرات العسكرية، فإنها تحاول نفي هذه التهمة عنها والزعم المغلّظ بأن المختبرات المدنية هي التي أطلقت الفيروس، وعند الفحص في مختبرات منظمة الصحة العالمية وجد أنّ الفيروسات السودانية تتكون من فيالق وكتائب وألوية وسرايا وتشكيلات، وأنها تهاجم الجسد الوطني بما يشبه الدبابات والراجمات والطائرات والبراميل المفخخة وحتى السكاكين والسواطير، بينما أثبتت الفحوصات أنّ المختبرات المدنية تنتج ما يشبه البيانات الإلكترونية والورقية، وأنها تتكون عادة من مؤتمرات، ولقاءات واجتماعات منزوعة السلاح، ونادرا ما تكون فيها (بونية طايرة) يتم تلافيها بسرعة.
المصدر: صحيفة التغيير