اخبار السودان

إنكار ذات!!

صباح محمد الحسن

 

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
ظن أنه تجلى بنوبة فطنته وجال هكذا مفرغاً من إيمانه الداخلي لمعاني السلام وتحدث عن ماتراه عينه صحيحا وهو خطأ ونادى أن تكون حربا لاسلام !!

ولم يتردد مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس في مغازلة المجتمع الدولي في جلسة مجلس الأمن الدولي بإخطار المجلس ، أن الحكومة السودانية تعمل على تشكيل حكومة من التكنوقراط، والحارث لم يخطر على باله لحظه أنه بهذا الحديث يقر ويعترف أن حكومة بورتسودان حكومة ، لاتنافس دوليا وليس لها قبول ولا حضور و لا “هيبة” تجعلها في محاولة إرضاء المجتمع الدولي أن تعتز بنفسها ، وهو نوع من انواع عدم التصالح النفسي الذي يصل درجة “إنكار الذات”
والحارث يعلم أنه ولو لم يقل أن حكومة بورتسودان ستشكل حكومة “تكنوقراط” فربما لم يجد آذانا صاغية له تحت سقف مجلس الأمن
فكل مرة يقف فيها الرجل أمام المجلس يجد أن لسان حكومته ينطق بما لايتوافق مع ماينادي به الحضور، وحتى لايشعر المندوب بالدونية السياسية ، يدلف مباشرة للحديث عن تشكيل حكومة تجعله يتحرر من “العقدة السياسية” ويضمن له فرصة إستماع من جديد فهو الذي يعلم مسبقا أنه مايقوله اصبح لايحرك ساكنا ولايؤدي الي عملية تغيير في النتاج
وبعد أن تحدث الحارث عن “التكنوقراط” كال الإتهامات على دولة كينيا التي وصفها بأنها خالفت المواثيق الدولية والإفريقية وٱقرت بتوفير منصة إنطلاق للدعم السريع) وهنا فقط يستفيد الحارث من إخطاره للمجلس بتشكيل حكومة كفاءات جديدة حتى لاتدمغ حكومته بعد الشرعية، التي تحاول بها إنتقاد الحكومة الموازية!!
وبالرغم من أن الحارث أكد أن الحكومة ملتزمة بحماية المدنيين وإعلان جدة و أنهم يرفضون وقف إطلاق النار شريطة أن يفك الدعم السريع الحصار عن الفاشر لكن هذا الحديث وقع على الحضور كنوع من الخطاب بغرض لاستهلاك السياسي، فالحارث يريد أن يقول أن حكومته مصممة على مواصلة الحرب
وقد يضع حصار الفاشر على طاولة المقايضة للعودة الي التفاوض ولكنها محاولة ضعيفة على شاشة الحدث الذي ظهر فيه الدعم السريع سياسيا بجلباب الحكومة الموازية ، ومايتحدث عنه الميدان من حصوله على على معدات عسكرية يعني أنه يرغب في سباق الأرض اكثر من السباق على المنصات الدولية
لذلك لن يجد شرط الحكومة إلقاء السلاح وإخلاء أي أعيان مدنية من قوات الدعم السريع للحوار المستقبلي معها بحسب ماجاء على لسان المندوب ، لن يجد اهتماما من الدول الراعية للسلام لكونه حديثا فضفاضا غير مثمر يحاول المندوب به ضياع الوقت، خاصة أن ميادين الحرب الآن فقدت التوازن العسكري الذي يجعل أمر وقف النار بيد الحكومة، وقد لاتستطيع الدعم السريع ، قبول هذه الشروط لذات الأسباب ، ففوضى الميدان الآن تسقط فيها الطائرات دون معرفة عددها ومن فيها، فالكل ينكر ويتبنى حسب حاجته لعملية الترجيح
ولكن وبالرغم من أن الحارث حاول كعادته إيجاد نافذة على المجتمع الدولي تستطيع الحكومة أن تطل عبرها بوجه الضحية لتكسب التعاطف الدولي
إلا أن ممثل أميركا في مجلس الأمن قطع ذلك العشم و كشف عن نظرة ادارة ترامب للحرب في السودان إجابة إختصرت موقف الحكومة الأمريكية في كلمات حيث قال إن الولايات المتحدة الإمريكية ” لا يمكن أن نسمح بأن يصبح السودان مجددا بيئة للإرهابية” وهو خط واضح للتعامل مع ازمة الحرب مستقبلا
و إدانت ممثلة حقوق الإنسان كل جرائم الدعم السريع في معسكر زمزم لكنها حذرت من قتل موثق للمدنيين في الخرطوم حيث واصلت حديثها بأن مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تأكدت من عمليات إعدامات للمدنيين في الخرطوم بعد أن تغيرت “الجهة المسيطرة” ولم تقل بعد أن سيطر عليها الجيش
وهذا الذي ذكرناه من قبل أن النظرة العامة من الخارج لميدان الحرب ترى أن الساحة اصبحت ساحة عبث ساهمت في تكوين هذه النظرة الفديوهات التي تصورها الكتائب الإسلامية والتي تؤكد أن الميدان تحت سيطرتها وليس سيطرة الجيش وهو مايشكل خطرا كبيرا في عملية التعاطي الدولي مع الأزمة السودانية
إذن الحارث ادريس يخاطب المجتمع الدولي في مرحلة تصعب فيها تغيير نظرته للذي يحدث في السودان بعد أن توصل الي حقائق مثبتة عن الذي جرى في الحرب كما أنه تجاوز مرحلة الإصغاء لمعرفته الحقيقة التي يتطلع الي مابعدها وذلك بالمطالبة لمعاقبة طرفي الصراع إن لم يتوقفا عن حربهما التي قتلت آلاف المدنيين وعرضت حياتهم للخطر والمجاعة.
طيف أخير :
#لا_للحرب
كل عام أنتم والوطن بخير أنعم الله على بلادنا بالأمن والوحدة والإستقرار

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *