في فترة تشهد فيها جامعة كردفان إنجازات لافتة لسيداتها، تتصدر قصص النجاح المتتالية المشهد، مؤكدة على دور المرأة السودانية الفاعل والمؤثر في مسيرة التعليم والبحث العلمي والتنمية.
الأبيض: التغيير
في إنجاز عالمي مشرف، حققت الدكتورة أمل خليل من جامعة كردفان المركز الثاني عالميًا، “الوصيفة”، من حيث تأثيرها على أهداف التنمية المستدامة. هذا الإنجاز جاء بفارق نقطة واحدة فقط عن صاحبة المركز الأول من جنوب إفريقيا، ليضع جامعة كردفان والسودان على خريطة المساهمين البارزين في الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة. ويعكس هذا التقدير الجهود الدؤوبة والمساهمات العلمية للدكتورة أمل في مجالات حيوية تخدم البشرية جمعاء.
البروفيسور زينب سالم
وفي إنجاز تاريخي آخر، نالت الأستاذة زينب سالم مصطفى درجة الأستاذية “بروفيسور”، لتصبح بذلك أول سيدة تحصل على هذا اللقب الرفيع في تاريخ جامعة كردفان. مثلت الخطوة تمثل علامة فارقة في مسيرة الجامعة مؤكدة على تميز المرأة السودانية في المجال الأكاديمي.
قصة كفاح
قصة البروفيسور زينب، كما روتها ابنتها سماح عبدالباقي، هي رحلة ملهمة من الكفاح والتصميم. بدأت من قرية صغيرة، مرورًا بالغربة للدراسة الثانوية، وصولًا إلى جامعة الخرطوم حيث صقلت شخصيتها الأكاديمية والسياسية. بعد حصولها على درجة الماجستير، خاضت زينب تجربة الغربة والعودة للوطن، لتكمل مسيرتها العلمية والعملية.
تصفها ابنتها سماح بأنها “شجرة أعطت وأنتجت وأنجزت”، وأنها الأب والأم والمدرسة والبيت والشارع. لم تكن رحلة الدكتوراة سهلة، فقد تطلبت سنوات من الجهد المتواصل بين العمل الأكاديمي والمسؤوليات الأسرية، وعاشتها وحدها بابتسامة وصمت. تضيف سماح: “أمي عاشت المُر والتعب بدون تشتكي ، بس كل زول فينا عارف الثمن الدفعتو مقابل كل الوصلنا له نحن”.
مربية وملهمة
من جانبها، قدمت الطالبة فردوس المراد شهادة مؤثرة، واصفة البروفيسور زينب بأنها “مربية وملهمة وست بمقام وطن”. وأضافت أن “دكتورة زينب ما بس أستاذة، بتعرف كيف تزرع الاحترام في قلبك من غير ما ترفع صوت وبتخليك تحب العلم من غير ما تضغط عليك”. وأشارت فردوس إلى أن حصولها على لقب بروفيسور هو “لحظة تاريخية ما عادية” وشرف كبير للجامعة، يثبت أن “السقوف العالية ممكن نوصلها وإن التعب بيجيب نتيجة”.
واحتفى أصدقاء دكتورة أمل وبروفيسور زينب على مواقع التواصل الاجتماعي بالنجاحات، معتبرين أن هذه الإنجازات المتتالية لسيدات جامعة كردفان ليست مجرد أرقام أو ألقاب، بل هي قصص ملهمة تعكس قوة العزيمة والتصميم، وتؤكد على أن المرأة السودانية قادرة على تحقيق المستحيل في شتى المجالات.
المصدر: صحيفة التغيير